هنَّأ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، الشعبَ المصري والأمَّة العربية والإسلامية؛ ملوكها ورؤساءها، عامَّتها وعلماءها، رجالها ونساءها، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، متمنيًا أنْ يكون هذا العام فاتحةَ خيرٍ على مصر والأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة قادةً وشعوبًا. ودعا شيخ الأزهر الأمَّةَ الإسلاميَّةَ إلى الاستفادة من دروس الهجرة وعبرها، فالدرس الأعظم منها هو قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حيث كان الرجل من الأنصار يقتسم ماله وبيته وزوجاته مع أخيه من المهاجرين، وهو ما نحتاجُ إليه في هذه الأيام، الإيثار وترك المصالح الشخصيَّة والحزبيَّة الضيِّقة، وإعلاء مصلحة الوطن العُليا. وطالب الطيب جموع المصريين بتجاوز الخلافات الآنيَّة والالتفاف حول الغايات العُليا للوطن، كما تجسَّدت في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتكثيف الجهود للعمل والإنتاج، ممَّا يعودُ بالخير والرَّخاء والازدِهار الذي نادَى به الإسلام الحنيف من خِلال حثِّه على العمل والتضحية من أجل الوطن، وأنْ يكونوا على مستوى المسئوليَّة الجادَّة، وهم يتحوَّلون بها من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ أفضل، على طريق الحريَّة والتقدُّم والأمن والرخاء، وتُناديهم مصر بأعلى صوتها ألا يُشمتوا بها الأعداء، وأنْ يكونوا برَرَةً أوفياء، يُبصرون المستقبل ويستشرفون آفاقه بوعيٍ وأمل وثقة في الله تعالى.