تأكدت اليوم السبت، إصابة 10 أشخاص بين المسلمين الأجانب بكوريا الجنوبية الذين شاركوا في صلاة عيد الفطر بمساجد مدينة كيمهيه بإقليم كيونغ سانغ الجنوبي، مما أثار قلق السلطات الصحية من زيادة محتملة في عدد الإصابات المرتبطة بها. وقالت حكومة المدينة الواقعة على بعد 449 كيلومترا جنوب شرق العاصمة سيول، إن صلاة عيد الفطر أقيمت في 5 أماكن في وسط المدينة، وعلى رأسها موقف السيارات في مدينة غايا الترفيهية، صباح يوم الخميس 13 مايو. ووفقًا لوكالة "يونهاب" الرسمية الكورية، فقد تجمع 978 أجنبيًّا، وهم من الجنسيات الأوزبكية والإندونيسية وغيرها، في صلاة عيد الفطر المقامة في موقف السيارات في مدينة غايا الترفيهية، وما مجموعه 800 أجنبي في 4 أماكن أخرى. وارتدى جميع الحضور كمامات الوجه، وتم نشر المسئولين الحكوميين وضباط الشرطة في أماكن صلاة عيد الفطر لتوجيه الإرشادات والتحقق من التزام الحضور بقواعد الحجر الصحي. وكانت المدينة قد رصدت إصابة 5 أفراد من أسرة أوزبكية تدير محل البقالة "UZBEGIM" هناك، ومواطنون أوزبك آخرين مرتبطتين بالمحل، في أيام العيد الثلاثة الخميس والجمعة واليوم السبت. وقد أنشأت المدينة مركزا مؤقتا لاختبارات كورونا في موقف السيارات في مدينة غايا الترفيهية، حيث خضع لاختبارات كورونا 143 مسلما أوزبكيا ممن زاروا محل البقالة "UZBEGIM" أو ممن تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا من جميع الحاضرين المسلمين الأوزبك في صلاة عيد الفطر طواعية، وتم تأكيد إصابة 10 منهم بالفيروس وظهرت نتائج الاختبارات للباقي سلبية. وبهذا بلغ إجمالي عدد الأجانب المصابين بكورونا المرتبطين بصلاة عيد الفطر في مدينة كيمهيه ومحل البقالة 17 أجنبيًّا. ونتيجة لذلك، قررت حكومة المدينة في وقت سابق من اليوم تشغيل مركز مؤقت إضافي لإجراء اختبارات كورونا في ملعب "جينيونغ" العام في المدينة اعتبارًا من الساعة 2 بعد ظهر اليوم وحتى يوم 16 مايو، للكشف عن المزيد من الأجانب المصابين المحتملين بكورونا. وفي العاصمة سيول لم تحدث إصابات بين المسلمون الذين أدوا صلاة العيد في مسجد سيول المركزي أول أيام العيد الخميس الماضي، حيث تجمع المسلمون من مختلف الجنسيات من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا بالإضافة إلى المسلمين الكوريين في داخل المسجد الوحيد بالعاصمة وفناءه وجميع الطرق حول المسجد، حيث لم يتمكن مئات المصلين من دخول المسجد، بسبب فرض قواعد التباعد الاجتماعي التي تسمح فقط ب 20% من إجمالي سعة المسجد لأداء الصلوات. ونقلت الوكالة نفسها تصريحات ضابط من شرطة سيول قال فيها إن المصلين توفدوا منذ الصباح الباكر، حيث وجد صفوفا طويلة منذ الساعة السادسة، قبل 3 ساعات من موعد صلاة العيد. وخضعوا للإجراءات الاحترازية وتعليمات الوقاية من فيروس كورونا، حيث احتفظوا بمسافة بين المصلين في حدود متر واحد داخل صحن المسجد وفناءه، بينما يصعب تطبيق القواعد على المصلين الذين فرشوا سجاداتهم في الطرق خارج المسجد. ورصدت الوكالة أجواء الاحتفال بالعيد، حيث قدم الإمام الكوري الجنسية "عبد الرحمن لي جو-هوا" في خطبة صلاة العيد تهانيه الخاصة للمسلمين في البلاد بقدوم عيد الفطر الذي جاء بعد انقضاء شهر رمضان الفضيل الذي أمضاه المسلمون بالصبر على الجوع والعطش نهارا وصلاة التراويح ليلا وصلاة القيام في العشر الأواخر والانقطاع للعبادة. وقالت إن "الجميع يعانون من المصاعب الناجمة عن فيروس كورونا، حيث يصعب لنا أن نتجمع معا للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، غير أن التفهم والتقدير للظروف الصعبة للآخرين، يعزز الترابط بين المسلمين وروح الأخوة بين أبناء الأمة الإسلامية"، متمنيا للمصلين بأن يتمتعوا بمعنى التصالح والابتهال للمولى بأن يرفع البلاء عن الأمة من خلال أداء صلاة عيد الفطر المبارك. وقالت طالبة مغربية جاءت مع صديقاتها من مصر وباكستان لأداء الصلاة: "نحن سعيدات جدا بهذه المناسبة وبأداء صلاة العيد على الرغم من مشكلة كورونا والمشكلة الصحية الموجودة في العالم وأتمنى عيد مبارك وسعيد لكل المسلمين في أي مكان. تمنينا أن نصلي داخل المسجد، غير أننا اضطرنا أن نصلي في الشارع، وقد ذلك كان جيدا بسبب الظروف ، والحمد لله ". ووفقا لاتحاد المسلمين الكوريين، يبلغ عدد المساجد الإسلامية في كوريا 17 مسجدا موزعة في المدن، إلى جانب 80 مصلى. ويبلغ عدد المسلمين في البلاد حوالي 135 ألف شخص، منهم حوالي 35 ألفا من المسلمين الكوريين.