عالم مليء بالتساؤلات هو عالم نجيب زاهى زركش الذى يعود به الفنان يحيى الفخرانى للدراما الرمضانية من جديد، حيث يتناول نتائج اختيارات الإنسان، وما إذا كانت هى الأصح أم أن هناك خسائر كبيرة قد يتعرض لها، ف «نجيب» المتحرر دائما من قيود المسئولية يجد نفسه فجأة أمام تساؤل حول الأبوة بعد أن يجد نفسه متورطا فى اكتشاف ابنه من بين ثلاثة شباب هم إسلام إبراهيم، وكريم عفيفي، ورامز أمير، ويشارك هذا السر مع نانسى ابنة شقيقته، التى تمثل التوازن فى العلاقات الإنسانية ولا تطلق أحكاما على الآخرين وتؤمن بالاختلاف والحرية الشخصية. بجانب خادمه «طريف» الذى يعرف سر أبنائه قبل أن يعرف هو، ويمثل فى الأحداث دور الراوى بجانب دوره خلال الأحداث والتى يجمع بين الخير والشر ولكنه شر بسيط هدفه الحصول على قصر زركش الذى تربى فيه منذ الصغر، «الأهرام المسائى» تحدثت مع أدوات وعناصر «زاهى زركش» الذى استعان بهم هذا العام ليخرج العمل إلى النور. وكان أحد هذه الحوارات مع الممثل الشاب إسلام إبراهيم: هل النجاح الكبير فى ب «100 وش» جعلك تواجه صعوبة فى الاستقرار على عمل لرمضان؟ بالفعل بعد مسلسل ب «100 وش» والنجاح الذى حققه فى رمضان الماضى كان من الصعب اختيار عمل لتقديمه هذا العام، لذلك لم أرى أهم من مشاركة د.يحيى الفخرانى فى مسلسل «نجيب زاهى زركش» مع المؤلف عبد الرحيم كمال والمخرج شادى الفخراني، لذا أرى أن هذا العمل ليست إضافة لكنه أهم شيء فى مسيرتى الفنية أننى وقفت أمام يحيى الفخرانى فى بطولة عمل ولا أظن أنه سيكون هناك شيء أهم من ذلك. كيف رسمت ملامح شخصية «سعيد» ووصلت للشكل الذى ظهر به فى المسلسل؟ منذ قراءتى للدور وجدت أن سعيد شخصية مختلفة عنى تماما، حيث أن ملامح وجهى طفولية، بينما سعيد لديه جانب من شخصيته شعبى وبلطجي، ولكى يصدق الجمهور الشخصية كان لابد من إجراء تغيير فى شكلي، حيث أنقصت وزنى 10 كيلو، كما اقترحنا الشعر الكيرلى والشارب، وأن أغير شكلى لمدة 6 أشهر كتسويق فى منظومة الوسط الفنى وهو معناه رفض أعمال لأن المظهر لا يتناسب معها، فرفضت إعلانات لأن وجود الشارب لا يناسبها، وأيضا جاءتنى بطولة أمام دنيا سمير غانم فى مسلسلها الجديد ولم أشارك بسبب الشارب أيضا، ولذلك فإن هذا المظهر دفعت ثمنه لكننى لست نادما، لأنه لا يوجد شيء يساوى وقوفى أمام د.يحيى الفخرانى فى عمل واحد، كما أننى أؤمن بأن الممثل الشاطر يذهب للشخصية ويعيشها، واليوم عندما أضع «سعيد» شكلا وموضوعا بجوار «حمادة» فى «100 وش» و»تيسير» فى «طلعت روحي»، أكون سعيدا بالاختلاف الواضح بين الشخصيات. استخدم رواد «التواصل الاجتماعى» افيهاتك فى العمل فهل كانت هناك مساحة للارتجال؟ لا، لأن المخرج شادى الفخرانى يحب الالتزام بالنص فلا يوجد إفيه واحد أضفته والكلام كله مكتوب حتى ردى على سؤال نجيب زركش عن تقدير الجامعة حينما قلت له «دعوة أمي.. أصلها كانت دايما تقولى ربنا يجعل فى وشك القبول فكنت بجيب مقبول» وقد انتشرت هذه الجملة بشكل كبير، والحقيقة أن هذا التفاعل يرجع إلى التعايش مع الشخصية مما يجعل الجمهور يصدق أنها نابعة مني، ويشعر أن الفنان على طبيعته، بجانب أن الورق مكتوب بشكل جيد، حيث أن المؤلف عبد الرحيم كمال يجيد كتابة الحوار المتميز الذى يعلق مع الجمهور. شخصية سعيد لها أكثر من بُعد ظهر ذلك خلال مشاهد حديثه مع والده، وتكسير فاترينة المحمول، والوجه الذى يتعامل به فى عمله، هل ترى أنها شخصية مركبة وغير سطحية كما يظهر عليها للوهلة الأولي؟ بالفعل سعيد شخصية مركبة جدا ولديه أكثر من بُعد، فيحاول أن يظهر أنه لطيف فى العمل لأنه يحاول الحصول على «بقشيش»، وعندما يذهب إلى بيته تكتشف أنه بلطجى وأن والده كان بلطجيا أيضا، وتكوينه مختلف عن الواقع الذى يعيشه لأنه ليس ابن هذا الراجل، ولذلك لديه شعور أنه ليس من المفترض أن يقوم بذلك، فبداخله صراع أنه لا يعرف أن يكون بلطجيا ولا يعرف فى الوقت نفسه أن يكون شخصا طيبا، وسيكتشف المشاهد هذا فى الحلقات المقبلة، لذلك الشخصية صعبة جدا، لأنه مفروض أن يظهر بشخصية بعيدة عن شخصيتى تماما، ولكى يصل هذا بصدق كان لابد من أن أغير فى روحى مثلما غيرت فى الشكل مما جعلنى فى أوقات كثيرة عصبيا بشكل ملحوظ بسبب سعيد. وكيف حرصت على التوازن بين الأداء الكوميدى وهذا الشكل الجديد عليك؟ التوازن جاء من خلال الشخصية نفسها لأن بها الكوميدى والتراجيدى لكن المسألة لا تحسب بهذه الطريقة عندما يتقمص الفنان الدور، ويذهب هو للشخصية فيكون الأداء مثل السهل الممتنع، فعندما أجسد دور «سعيد» فأكون هو فى فرحة وحزنه وغضبة لذالك تظهر الأحاسيس طبيعية.