الأعمال الوطنية قدوة الشباب.. وما نقدمه جزءا صغيرا لرد الجميل لأبطالنا المسلسل يكشف كل من استهدفوا مصر.. وطول مدة التصوير كان فى صالحنا نجح مسلسل «هجمة مرتدة» فى تناول دور أبطال رجال المخابرات العامة فى حماية الوطن والتضحية من أجله، ليكونوا عيونا ساهرة على أمن هذا الوطن، ويكشفوا المخططات التى تواجه مصر ومحاولات استهدافها من خلال قوى كثيرة داخلية وخارجية والتصدى لكل هذه العناصر وردها بكل قوة لينقذوا مصر من سيناريو مظلم وقعت فيه دول مجاورة. وقدم المسلسل عبر أحداثه العديد من النماذج فبجانب رجال المخابرات الذى أبرز المسلسل جهودهم فى الحفاظ على الوطن، كانت هناك عناصر أخرى تتمثل فى القنوات المعادية التى تروج الأكاذيب ضد مصر من خلال إعلام موجه، وكذلك نموذج الصحفى الذى رفض إدعاءات الوكالة التى يعمل بها ضد بلده مصر ليكشف عدم حيادها، وتفاصيل أخرى كثيرة صاغها فريق عمل المسلسل بحرفية ليقدموا عملا فنيا بمثابة وثيقة تاريخية لما تعرضت له مصر ودور أبطالها فى الحفاظ عليها وحمايتها. وفى السطور التالية يتحدث عدد من أبطال العمل حول تفاصيل المسلسل والاستعداد له، وفخرهم بالمشاركة فى عمل وطنى يساهم فى رفع الوعى لدى الجمهور ويعزز مشاعر الانتماء الوطنى:- فى البداية كيف استعددت للدور خاصة أنك تجسد شخصية صعبة لا نقابلها فى حياتنا اليومية؟ الحقيقة أننى كان لدى طموح شخصى منذ فترة طويلة أن أقدم عملا من ملفات المخابرات لأننى من الجيل الذى تربى على أعمال مثل «رأفت الهجان»، وجمعة الشوان فى «دموع فى عيون وقحة» وهذه الأعمال زرعت داخلنا الوطنية ونحن صغار، لذا كانت أمنيتى أن أقدم مسلسلا ضخما عن ملف من المخابرات، وهذا ما تحقق فى «هجمة مرتدة» مع وجود فنانين مثل أحمد عز وهشام سليم وهند صبرى، واستعدادى للعمل والدور جاء من خلال المخزون الموجود داخلى عن ضابط المخابرات من خلال القراءات أو الثقافة الشخصية، ويأتى مع ذلك السيناريو الذى كتبه باهر دويدار، وحرصى على مذاكرة الشخصية للوقوف على الزاوية المقدمة منها هل هو شكل إنسانى أم عملى أو يجمع بين الاثنين، ثم ملاحظات المخرج أحمد علاء، لأخذ هذه المعلومات، وأهضمها لأعيد طرحها بطريقتى الخاصة لأداء الشخصية، لتخرج مطابقة لطبيعة ضابط المخابرات الذى يستوعب جيدا ويسمع أكثر مما يتكلم وكلامه محدود لكنه فى الصميم، ومشاعره الخاصة فى الظل لأن الأهم عمله، كما أن عينيه بها تركيبه خاصة لا يستطيع أحد قراءتها، ويستطيع أن يستفز مشاعرك لتقول ما بداخلك، دون أن تعرف ما بداخله. هل كانت هناك ملامح محددة أردت إبرازها فى شخصية «أكرم»؟ المؤلف باهر دويدار أراد من خلال كتابته للعمل أن يقدم شخصيات ضباط المخابرات بنوعيات مختلفة، على المستوى الإنسانى والعملى، وأكرم نموذج للضابط الملتزم بالقواعد والذى يريد أن تكون الأمور مضبوطة، بينما الفنان هشام سليم هو الأب الروحى فى الجهاز ولديه توازن بين القواعد والقوانين والتفاصيل المضبوطة وبين الإنسانيات، كما تقدم الفنانة ندى موسى دور امرأة تعمل بالجهاز بكفاءة كبيرة وتستطيع الفصل، بين المشاعر والعمل. العمل استعرض استهداف مصر من أكثر من اتجاه.. كيف رأيت هذه الهجمات؟ العمل لا يرد على فكرة واحدة فهى هجمة مرتدة على أهل الشر كلهم الذين يستهدفون مصر سواء بتنسيق فيما بينهم أم لا، لكى يوقعوا مصر فى فخ التخريب الداخلى، ليقوم الأمن والشعب المصرى بهجمة مرتدة على أهل الشر، كما ترد هذه الهجمة أيضا على من أرادوا أن يكون الوطن ضعيفا، ومن هذه النقطة نقوم بهجمة مرتدة ونفوز بالجولة وبالحرب كلها وتعود مصر لمكانتها، وهذا ما حدث من أبطال استطاعوا أن يردوا بهجمة تدخل أهداف فى أهل الشر بعد أن كانوا متوقعين أن مصر ستقع لكن بفضل القيادة والأمن استطعنا التصدى لهم وأن نعكس الهجمة. هل شعرت بالمسئولية خلال تقديم عمل بهذا الحجم؟ لدينا تصور خاص منذ الصغر عن ضابط المخابرات، وكان التركيز فى المسلسل على كيفية تقديم الشخصية دون أن نصل لحد المبالغة ودون التقليل من دورهم أيضا، وعلى المستوى التمثيلى والفنى لدينا أساتذة قدموا صورا ناجحة لضابط المخابرات على مستوى الوطن العربى مثل يوسف شعبان، وصلاح قابيل، ونبيل الحلفاوى، لذلك كانت هناك مسئولية أخرى لتقديم الشخصية بوعى، فهناك بالفعل صعوبة بخلاف صعوبة الشخصية فى حد ذاتها، وهى أن تقدم شخصية الضابط كإنسان لديه مشاعر وتفاصيل إنسانية لكن فى النهاية عمله وحبه لوطنه هو ما يسيطر عليه، وأنه الساهر على حماية هذا الوطن، وكل ضابطا بالمسلسل له خطه الشخصى والإنسانى الذى يظهر ملامح منه ولهم حياتهم ومشكلاتهم لكن إحساسهم الوطنى وعملهم يغطى على مشكلاتهم لذلك كان هناك إحساس بالمسئولية تجاه الدور، وهذه النوعية من الأعمال لا نقدم من خلالها رواية أو قصة لكنه ملف حقيقى كان على أرض الواقع، ونتمنى أننا كنا على قدر المسئولية، وقدمنا العمل بشكل جيد يليق بعمل وطنى كبير. هل ترى أن حب الجمهور للمسلسلات المأخوذة من ملفات المخابرات نابع من فخرهم ببطولات بلدهم ؟ تقديم هذه النوعية من المسلسلات فى الوقت الحالى يزيد من نسبة الوعى عند المواطن العادى، وتزرع بذور الانتماء والوطنية عند الشباب الصغير، ولها فوائد كثيرة، بجانب إحساس البطولة والقدوة التى تزرع فى نفوس الشباب بشكل غير مباشر، يقوى أيضا فكرة الرمز عند الشباب وأن بلدهم محمية وبها عيون ساهرة، وسمعت بنفسى أثناء عرض المسلسل فتيات يقلن أنهن يتمنين أن يكونوا ضباطا لكى يصلن لهذه الدرجة من الشغف وحب الوطن، كما أصبحت أسمع مرة أخرى من الشباب أنهم يريدون أن يكونوا ضباطا ليحبوا وطنهم بهذه الطريقة ويضحون من أجله، كل هذا بسبب مسلسلات مثل «هجمة مرتدة» و«الاختيار»، وغيرها، فهذا نجاح لهذه النوعية من الأعمال، خاصة أن الشباب يحتاجون دائما لقدوة وتأكيد فكرة الانتماء والوطنية، وأتمنى زيادة هذه الأعمال، خاصة أن دور الفن أن يساعد على نشر الوعى الحقيقى عند الناس ليروا الحقيقة والصورة بشكل أوضح. كما تبرز من ضحوا بأرواحهم، وبحياتهم مع أسرهم ولولا هذه التضحيات لما كنا لننتصر، فهى أشياء لا تقدر بثمن، وإعادة تقديم بطولاتهم وتضحياتهم مرة ثانية وتقديمها للناس يعد بمثابة تشكيل للوعى، ويعتبر جزءا من رد الجميل لهؤلاء الذين عملوا فى الظل، ليعرفوا أنهم ليسوا فى الظل وإنما فى النور ومقدرون من الشعب، وما نقدمه من خلال عمل فنى لا يمثل واحد على عشرة من رد الجميل لهم. هل ترى أن طول فترة التصوير أفاد العمل فنيا؟ بالفعل فقد بدأنا التصوير العام الماضى وصورنا ما يقرب من 20 إلى 30 ٪ وتوقفنا بسبب كورونا وبعد مرور 5 أشهر استأنفنا التصوير بعد انتهاء الحظر، والمسلسل يعد من أطول فترات التصوير التى مررت بها فيأتى عرضه بعد أكثر من سنة، والموضوع كان صعبا، وفى رأيى أننا حينما نستغرق وقتا فى تصوير العمل فهو يفيد العملية الفنية ويخدمها بشكل أفضل، وتكون هناك مساحة لمذاكرة الشخصية أكثر، وطوال هذه الفترة كان الكاتب باهر دويدار والمخرج أحمد علاء يعملان على تفاصيل العمل، ورغم أن ذلك كان مرهقا فتصوير مسلسل فى 4 أشهر مختلف عن تقديم عمل فى سنة و4 أشهر، لكن الوقت كان فى صالح العملية الفنية، والإرهاق كان راجع للضغط العصبى للحفاظ على طريقة الشخصية ومظهرها والأداء ودراسة الشخصية وتقديمها، لكن فى النهاية هذا كان مفيدا للعمل الفنى فطول فترة التصوير أدى إلى التأنى فى الخطوات وفى دراسة المشاهد ليظهر بهذه الجودة.