تشهد أسواق محافظة الدقهلية كعادتها كل عام وخاصة مدينة المنصورة عاصمة الإقليم، إقبالا كثيفا على شراء «القطايف» و«الكنافة» و«الجلاش» و«الرقاق» في أول أيام شهر رمضان، كأحد طقوس الشهر الكريم، التي تتوارثها الأجيال، وخاصة فى المناطق الشعبية، حيث يعود بنا الزمان إلى أكثر من خمسين عاما مضت إلى مناطق "ميت حدر، كفر البدماص، العباسي، الطميهى"، حيث أصل المنصورة بمحلاتها القديمة، والتى تمثل قبلة المواطنين للحصول على متطلبات الشهر الكريم من الياميش والمكسرات والحلويات وغيرها من المواد الغذائية، وأيضا الفوانيس لذا تتسم تلك المنطقة بالزحام طيلة الشهر. ويقول فتحى النيازى من منطقة سندوب يعمل بصناعة كنافة اليدوى «البلدي» إن الكنافة الآلى أصبحت موضة واستسهالا ولكن الأفضل طبعا العودة للكنافة اليدوى « البلدي»، ولأننى الوحيد بالمنصورة الذى أقوم بتصنيعها فهناك إقبال كبير علينا، حيث تتميز الكنافة البلدى بسمكها وطعمها المختلف، لذلك فهى سعرها أغلى من الآلى نظرا للجهد الذى يتم بذله فى صناعتها، مشيرا إلى أن صناعة الكنافة تعد من الملامح الأساسية فى شهر رمضان. وعن الأسعار أوضح النيازى أن الأسعار لم تختلف عن العام الماضي، حيث يباع كيلو الكنافة الآلى ب 20 جنيها، واليدوى ب 25 جنيها، وكيلو القطايف ب 22 جنيها، كيلو الجلاش ب 20 جنيها أيضا، أما كيلو الرقاق فيباع ب 20جنيها، مشيرا إلى أن الإقبال معظم أيام الشهر الكريم يكون على الكنافة والرقاق، خاصة أن الكثير من الأسر يحرص على تقديم الرقاق على مائدة الإفطار فى رمضان. ويضيف حلمى المصرى بائع كنافة ورقاق إننى أقوم كل عام بالحصول على تصريح من حى غرب بإقامة شادر بشارع الترعة قبل رمضان واستمر على مدار الشهر الكريم فى بيع الكنافة والرقاق والجلاش والقطايف، حيث يعمل معى أربعة صنايعية، حيث يأتى لنا الزبائن خصيصا لأن منتجنا مختلف وطازج، وأعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما ومعى مجموعة من الشباب أعلمهم الصنعة. ويشير لطفى عبد الرؤوف صاحب أحد محلات بيع الكنافة والقطايف بمنطقة ميت حدر إلى أنه بدأ فى التجهيزات قبل شهر رمضان بنحو أسبوع، موضحا أنه يقوم بعمل الكنافة والقطايف والجلاش يوميا على مدار شهر رمضان، بالإضافة إلى السمبوسك، لافتا إلى أن السيدات يفضلن شراء كميات من الكنافة والقطايف وتخزينها بالفريزر؛ تجنبا للزحام التى تشهده المحلات فى الأيام الأولى من رمضان. وترى الدكتورة نانيس البلتاجى أن الكنافة والرقاق والبط تعد أصنافا أساسية على مائدة رمضان هكذا، مشيرة إلى أن أسرتها اعتادت على تناول الرقاق مع البط على مائدة الإفطار والتحلية بالكنافة والقطايف، إلا أنها تفضل شراءها فى اليوم نفسه وعدم تخزينها بالفريز حتى تتمتع أسرتها بالطعم طازجا. «رمضان ميبقاش رمضان من غير الكنافة البلدى والقطايف» بهذه العبارة بدأت زينب صلاح (محاسبة) كلامها، موضحة أن أبناءها يفضلون عدم الإكثار من تناول الطعام على الإفطار، ولكنهم لا يتنازلون عن تناول الكنافة بأنواعها، وخاصة «النابلسية» التى دخلت حديثا للسوق المصرى والتى تعلمنا إعدادها لأنها أصبحت منتشرة فى محال السوريين «الشوام». ويوضح محمود هنداوى من إحدى قرى مركز طلخا أن أفران الكنافة البلدى تعد من مظاهر شهر رمضان المستمرة كل عام، حيث نقوم ببنائها كل عام فالقرية تختلف عن المدينة، خاصة فى صناعة الكنافة، فقد تكون الكنافة الآلى منتشرة فى المدن طوال العام، بينما فى القرى بناء الأفران فى شهر رمضان طقس مهم فيوجد فى جميع القرى من يصنع الكنافة البلدي، فهى مرتبطة بالشهر الكريم. ويضيف: فى الماضى كان فرن الكنافة يبنى من الطين والطوب اللبن، أما الآن فتتم صناعته من الصاج، ويتم نقله من مكان لآخر، وهذا أفضل بكثير من الفرن البلدى الذى يبنى بالطوب اللبن والذى لا يمكن نقله ويتعرض للهدم فى أى وقت من قبل الأطفال.