تربع على عرش التربية وعلم النفس فى القرن العشرين، حتى أصبح أحد رواد هذا العلم، لُقب بعميد علم النفس العربي، إنه الدكتور عبد العزيز القوصى الذي وُلد ونشأ فى مدينة قوص بمحافظة قنا فى 1906م، وسط أربعة إخوة، عمل والده الشيخ حامد القوصى مدرساً بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، التحق بالكتاب وأتم حفظ القرآن الكريم، انتقل إلى أسيوط، حيث درس المرحلة الأبتدائية بمدرسة الجمعية الإسلامية، ثم مدرسة أسيوط الثانوية فظهرت وطنيته عندما شارك في مظاهرات الطلبة للتنديد بالأحتلال في ثورة 1919م وتحديه لأستاذه الإنجليزي وأمنيته بخروج الإنجليز من مصر، انتقل بعد ذلك إلى القاهرة وتخرج فكان أول دفعته بمدرسة المعلمين العليا عام 1928م. سافر في بعثة وزراة المعارف إلى جامعة برمنجهام بانجلترا، حصل على بكالوريوس علم النفس بجامعة برمنجهام 1932م ، ثم ماجستير علم النفس من جامعة علم النفس من جامعة برمنجهام ، ثم دكتوراه فلسفة علم النفس لندن 1934م، توصل في رسالته للدكتوراه لاكتشاف علمي سيكولوجي أُطلق عليه اسم (عامل إدراك المكان) ونشرته جامعة ادبنرة عام 1934م وسُمى باسمه "القوصى" في جميع أنحاء العالم ورمزه "k"، ثم حصل على زمالة جمعية علم النفس البريطانية 1934م ، وساعد هذا الأكتشاف على تصميم الاختبارات النفسية لتصور العلاقات المكانية ببريطانيا التي استخدمت خلال خلال الحرب العالمية الثانية، ثم حصل على زمالة فخرية فى علم النفس مونتفيديو أزرواجواى 1954م، عمل بعد عودته مدرسا بمعهد التربية العالى للمعلمين وتدرج فيه حتى أصبح وعميدا له، ثم مستشاراً فنياً لوزارة المعارف عام 1955م، عرض على مؤتمر عالمي في باريس عام 1955م نظرية "الأبعاد الثلاثة". مَثل مصر فى اليونسكو بباريس عام 1956م، ثم عُين مندوباً دائماً للجمهورية العربية المتحدة بمنظمة اليونسكو الدولية عام 1960م، اختارته اليونسكو مديراً للمركز الأقليمى لتدريب كبار موظفى التعليم فى الدول العربية ببيروت، ثم عضوية اللجنة التنفيذية للتخطيط التربوى لليونسكو من عام 1968 حتى 1976م، وعضوية اللجنة الدولية للتعليم بالعاصمة الإسبانية مدريد، وعضوية الاتحاد الدولى للطفولة بباريس، وعضوية اللجنة الإستشارية الدولية لمعهد الطفولة ببنكوك بتايلاند، وعُين خبيراً بالبنك الدولى، وخبير التعليم بنادى روما، ومنسق الموسوعة الدولية لعلم النفس ومستشار اليونسكو لعلم نفس الأطفال من منذ عام 1971م وحتى وفاته، وله الفضل في إقرار اللغة العربية لغة رسمية فى هيئة اليونسكو عام 1961م، وإنشاء أول مدرسة دولية لأبناء باريس ودرس بها اللغة العربية في أوقات فراغة. وضع نظريات مهمة فى طرق التعليم فى مصر، وهو مؤسس أول مدرسة مصرية للطب النفسي، حيث أنشأ أول عيادة مصرية للطب النفسى والحقها بمعهد التربية، وأسس الجمعية المصرية للدراسات الإحصائية، كما اسس وترأس جمعية الدراسات النفسية للمشتغلين بالطب النفسى، وتتلمذ على يده العديد من علماء النفس البارزين في مصر وإنجلترا وسويسرا والسويد، وساهم في إعداد المناهج بالسودان وتطوير التعليم في ليبيا، وهو أول من أدخل مصطلح "الصحة النفسية" إلى العربية، وألف كتاب "أسس الصحة النفسية" ويُعد أول مرجع أساسي وترجم إلى عدة لغات. حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الإنسانية من الرئيس محمد أنور السادات 1980م ووسام الأستحقاق في نفس العام، ومنحته الحكومة الأسبانية نيشان الفونس الحكيم لمشاركته فى اللجنة الدولية لتطوير التعليم فى إسبانيا، ووسام فارس من أوروجواى، ووسام الاستحقاق السورى، ووسام الأرز اللبنانى، وأوسمة من العراق، والأردن، والسودان، وليبيا، والمغرب وموريتنيا. له العديد من المؤلفات منها تيسير النحو، علم النفس أسسه وتطبيقاته التربوية، الإحصاء فى التربية وعلم النفس، كتاب الأساس العامة والدوافع وسيكولوجية الجامعات، الاختبارات الحسية للذكاء، أولادنا بين التعليم والتعلم، مخاوف الأطفال، التعليم فى الوطن العربى، مشكلات وصور نفسية، اللغة والفكر، قصة الحياة فى جميع الأحياء،بالإضافة إلى مجموعة كتب فى التهجى والمطالعة، وتعليم مبادئ القراءة والكتابة بالطريقة الكلية فى الإملاء للسنتين الرابعة والخامسة الابتدائي . وتوفي في 27 أبريل 1992 عن عمر 58 عاما بعد أن أثري العالم بعلمه.