فصل يمضي ويحل آخر ولا يزال فيروس كورونا المستجد مهيمنا، الفيروس الذي يشهد تحورات مستمرة، يثير القلق مع حلول كل فصل من فصول السنة، ففي الشتاء تخوف الأطباء من اشتداد حدته تزامنا مع انتشار فيروسات تنفسية أخرى، وها نحن في فصل الربيع، الذي غالبا ما تصاحبه الحساسية الموسمية، ليثير المزيد من التساؤلات حول تأثر الأشخاص المصابين بالحساسية بفيروس كورونا. ويُمثل فصل الربيع المرحلة الانتقالية من موسم الشتاء إلى موسم الصيف، ويتميز بمناخ لطيف ومعتدل، ولكنه يعتبر من الفصول التي تشهد تقلبات حادة وسريعة، ينتشر في فيروسات تنفسية كثيرة، ويصاب البعض بالحساسية الموسمية، فكيف نواجه تقلباته الجوية وما هي سماته، وكيف نفرق بين الإصابة بأمراض الربيع وفيروس كورونا، الإجابة في السطور التالية. التقلبات الجوية حذر الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، من التقلبات الجوية خلال هذه الفترة، حيث إن موسم انتشار الأمراض والأوبئة، والأمراض تكون أكثر انتشارا في التغيرات الجوية وليس الطقس الثابت، خاصة أن فصل الربيع فصل معروف بتقلباته وأمراضه. أمراض الربيع ويؤكد أستاذ المناعة، أن هناك الكثير من الأمراض الشائعة في فصل الربيع، وهي: حساسية الأنف: من أعراضها سيلان الأنف، والعطس، والصداع، وربما تتطور إلى التهاب الحلق. التهاب المعدة "نوروفيروس": وأعراضها آلام المعدة، والتشنجات، والغثيان، والإسهال، والقيء، وعادة ما تستمر لمدة يومين فقط. الربو: هو مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية ويتميز بحدوث هجمات متقطة من ضيق النفس الشديد، وتلعب الوراثة دورا مهما فيه، ولكنه يعتبر من أكثر الأمراض التي ترتبط بفصل الربيع أكثر من أي وقت آخر بسبب تغيرات الحرارة من البرودة إلى الدفء إلى السخونة، وأعراضه تتمثل في ضيق وصعوبة في التنفس، والسعال المستمر. الفرق بين أمراض الربيع وكورونا تتشابه أعراض الحساسية مع أعراض فيروس كورونا المستجد، لكن يمكن التمييز بينهما بعدة اختلافات بسيطة منها ارتفاع درجة الحرارة لمصاب كورونا، بينما لا يحدث ارتفاع في درجات الحرارة أو نادرا ما يحدث في حالات الإصابة بالحساسية الموسمية. كما أنه من أعراض فيروس كورونا، السعال الجاف وصعوبة التنفس وآلام الجسد والخمول ووخز في عضلات الصدر، وهذه الأعراض نادرا ما يصاب بها مصاب الحساسية الموسمية. تفتح الزهور وانتشار حبوب اللقاح وكشفت دراسة حديثة أقامها باحثون بجامعتي ميونخ التقنية وجامعة Helmholtz Zentrum München، أن معدل الإصابة بفيروس كورونا المستجد سيزداد في فصل الربيع، نظرا لتأثير حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء الجوي هذا الموسم على كفاءة الجهاز المناعي، وذلك من خلال قياسهم مدى انتشار الفيروس التاجي في ربيع العام الماضي، حيث وجدوا أن تفشي الوباء في نصف الكرة الشمالي تزامن مع موسم انتشار حبوب اللقاح. وبعد مراجعة بيانات حبوب اللقاح ب31 دولة في 5 قارات، تبين للفريق البحثي أنها شكلت في المتوسط نسبى 44% من التباين في معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وفي الفترات التي سبقت تفعيل لوائح الإغلاق في هذه الدول، كانت حالات الإصابة بالفيروس أعلى بنسبة 4% في المتوسط، نتيجة لزيادة انتشار حبوب اللقاح بنحو 100 حبة لكل متر مكعب، بحب الباحثين. وفي بعض المدن الألمانية، لاحظ الباحثون أن تركيز حبوب اللقاح وصل إلى 500 حبة لكل متر مكعب في اليوم، وهو ما أدى إلى حدوث زيادة عامة في معدلات الإصابة بأكثر من 20%، وفي المقابل انخفض عدد مرضى كورونا في المناطق المغلقة إلى النصف في المتوسط، رغم انتشار حبوب اللقاح في الهواء بنفس التركيز تقريبا. الأمراض الشائعة المرتبطة بفصل الربيع سببها الرئيسي تفتح الزهور وانتشار حبوب اللقاح، حيث يؤكد "الحداد"، أن حبوب اللقاح من مهيجات حساسية الأنف والشعب الهوائية، لذلك يعاني مريض الحساسية في فصل الربيع أكثر من أي وقت آخر. أعراض حساسية الربيع ومن أعراض الحساسية الشعور بحكة في الأنف، ورشح مصاحب بكحة جافة وإفرازات أنفية، والمريض يشعر بضيق تنفس ليلا وتقل صباحا، ولا يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة إلا نادرا على عكس الأمر في فيروس كورونا. أمراض الربيع تشبه أعراض الموجة الثالثة بعض الأعراض المنتشرة في الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد، تتشابه مع أمراض الربيع، ومنها التهاب الملتحمة وحساسية العين والجلد، والأرتيكاريا، واحتقان الحلق، والتعب، والصداع، وضيق النفس، وارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وفقدان الشم، بحسب ما أوضحه الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة. ويؤكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن العين قد تكون بوابة لدخول الفيروس للجسم، بجانب أن الطفح الجلدي والحساسية الجلدية باتت من أعراض الموجة الثالثة بشكل كبير، ولهذا يجب الانتباه لهذا الأمر وعدم الاستهانة به، حال تكرار إصابات أي شخص بها في الأعوام السابقة خلال فصل الربيع. كما أن فقدان السمع وطنين الأذن، من أعراض الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وسقوط الشعر، بجانب الأعراض المعروفة منذ انتشار الفيروس كالحمى، واحتقان وسيلان الأنف، وصعوبة التنفس، وفقدان حاستي الشم والتذوق، وآلام العضلات، والإسهال والإرهاق الشديد، والغثيان أو القيء، كما أن هناك أعراض خادعة، منها الإرهاق، فهي تعد مؤشرا على الإصابة، ولكن هناك من ينخدع بيها ويعتقد أنه تعب بدني. ويشدد "بدران"، أنه يجب الانتباه من تكرار شكاوي المصابين بالإرهاق العقلي وتراجع مستوى تركيزهم على نحو كبير بعد أيام من الشعور باحتقان الحلق، والتهاب الجيوب الأنفية، فهي من الأعراض المنتشرة بحد كبير، والمشاكل الهضمية، فبعض المصابين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، خاصة الأطفال، كالقيء، والغثيان، والإسهال، وآلام في البطن. فيما قدم الدكتور أمجد الحداد، مجموعة من النصائح المهمة للتغلب على التقلبات الجوية، والتأثيرات الضارة للأتربة ودرجات الحرارة الغير ثابتة خلال هذه الفترة: 1- ارتداء الملابس القطنية، لأنها تمتص حرارة الجسم. 2- تناول السوائل الدافئة، وعسل النحل والليمون. 3- أخذ التطعيمات الضرورية للالتهاب الرئوي والأنفلونزا. 4- غلق النوافذ جيدا. 5- عدم خروج مرضى الجيوب الأنفية، والجهاز التنفسي، والحساسية، والأطفال، وكبار السن إلا بالضرورة. 6- تأجيل السفر غير الضروري، وفي حالة السفر يجب غلق نافذة السيارة. 7- متابعة النشرة الجوية لهيئة الأرصاد الجوية. 8- تناول أدوية الجيوب الأنفية على الفور، خاصة الغسول، فور الشعور بالأعراض أو العلامات المنذرة باحتمالية الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا. 9- استخدام البخاخة بصورة منتظمة لمرضى الجيوب الأنفية، وغسل الأنف بمياه مالحة. علاقة كورونا بالتقلبات الجوية ويؤكد الدكتور أمجد الحداد، أنه لا يوجد أي دراسة تثبت أن تقلبات الطقس تؤدي إلى سرعة انتشار الإصابة بفيروس كورونا، رغم أن هذه التقلبات تتسبب في الإصابة بنزلات البرد المختلفة إضافة إلى الحساسية، موضحة أنه من الممكن أن يؤدي نقص درجة الحرارة إلى زيادة نشاط الفيروس على عكس زيادة درجة الحرارة، حيث إن الشمس تعمل على تدمير الغلاف الخارجي لهذا الفيروس، لذا ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لاكتساب المزيد من فيتامين "د"، الذي من شأنه يقوي الجهاز المناعي بجسم الإنسان. وينصح الأطباء، المواطنين بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى لحين انتهاء هذه الفترة المتقلبة، والالتزام بالتواجد في المنزل والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مع ضرورة اتباع كافة الإجراءات الوقائية لعدم الإصابة بدور برد أو كورونا. هناك بعض الإجراءات الوقائية التي ينصح بها الأطباء للحفاظ على الصحة، وتقليل فرص الإصابة بالفيروس خلال فترة التقلبات الجوية، ومنها: 1- غسيل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية. 2- استخدام مواد التعقيم الموصى بها كالكحول. 3- ارتداء الكمامات، ثم إلقاؤها في القمامة فور خلعها. 4- تجنب الحك في العين والأنف والفم قبل تنظيف وتعقيم اليدين جيدا. 5- تجنب المخالطة القريبة بالأشخاص الذين يعانون من العدوى أو بأدوار البرد.