الرمال السوداء هي رواسب شاطئية ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ التي تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة، خصوصًا معدني الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد. من جانبها، طرحت الحكومة نهاية الشهر الحالي، إعادة طرح مشروع استغلال الرمال السوداء بمنطقه ساحل البرلس بمحافظة كفر الشيخ أمام الشركات العالمية. تحتوي هذه الرمال عادةً على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن، وأهم البلاد التي تستغلها الهند، والبرازيل، ومصر. وتوجد هذه الرمال السوداء في مصر بالمناطق المنتشرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتوزع في منطقة ساحل الدلتا وساحل شبه جزيرة سيناء، حيث توجد 11 منطقة تتوافر فيها هذه الرمال ما بين إدكو ورفح. وتعد الرمال السوداء مفيدة أيضًا في علاج بعض الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل المزمنة كالصدفية والروماتويد، ويمكن عن طريقها إنتاج الذهب، لذلك فإن هذه الرمال كنز ضخم على أرض مصر يجب استغلاله. وكشف الدكتور محسن محمدين، رئيس هيئة المواد النووية، أن المشروع سيقام بغرض فصل المعادن التي توجد في الرمال السوداء، للاستفادة منها في إقامة صناعات ضخمة، وهو ما دعا وزارة الكهرباء والطاقة، للتأكيد على ضرورة استغلال هذه الثروة، حيث قدر الاحتياطي التعديني المؤكد في هذه الرمال بحوالي 285 مليون طن، تحتوي علي متوسط قدره 3.4% من المعادن الثقيلة بطول 22 كيلومترا في القطاع الغربي، الذي يقع شرق البرلس، كما يوجد احتياطي تعديني مؤكد في القطاع الشرقي بحوالي 48 مليون طن تحتوي على متوسط 2.1% من المعادن الثقيلة، وذلك طبقا للدراسات التي أجريت مسبقًا. وتتعرض الرمال السوداء لحالات سرقة نظرًا لأهميتها في العديد من الصناعات، وكان اللواء أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ السابق قد أصدر قرارا منذ أكثر من عامين بمنع بيع الرمال من البرلس، بسبب كونها محمية طبيعية وكونها رمالا سوداء غنية بالعناصر المشعة، وأيضا بسبب أن التجريف منها يؤدي لمخاطر جسيمة تؤدي لغرق منطقه البرلس. وكان الدكتور محمد فهمي طلبة، نقيب العلميين، قد أعلن عن تلقي اللجنة التحضيرية للملتقى الدولي الرابع لاقتصاديات المناجم والمحاجر بالوطن العربي الذي تنظمه شعبة الجيولوجيا بالنقابة في الفترة من 21 إلي 23 فبراير الماضي، عشرات أوراق العمل من مصر والدول العربية لإنتاج الذهب من الرمال السوداء.