تحدث الإعلامي جمال الشاعر، مقرر لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة في افتتاحية ندوة "دور الصحافة والثقافة في صناعة الوعي وبناء الإنسان المصري"، اليوم الإثنين، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، التي تنظمها اللجنة بحضور عدد من الإعلاميين المصريين حول صناعة المحتوى الصحفي المبني على أسس معلوماتية وثقافية تساعد الدولة المصرية في تحقيق أهدافها نحو التنمية في ظل توجه الدولة لبناء الإنسان المصري وفق إستراتيجية التنمية المستدامة 2030. شارك في الندوة التي أقيمت ظهر اليوم، بمقر المجلس، الإعلامي الكبير مفيد فوزي، والكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "بوابة روز اليوسف"، والإعلاميون عمر بطيشة، د. منى الحديدي، وأنس الوجود، أشرف مفيد، د. مسعد عويس، د. حمادة شعبان، وأدار الندوة: د.حسن عماد مكاوي عضو لجنة الإعلام بالمجلس. عرّف الدكتور حسن مكاوي، مفهوم الوعي في اللغة بأنه يعني الفهم وسلامة الإدراك، وينقسم الوعي إلى وعي فردي ومجتمعي، والوعي المجتمعي يرتبط بالمعرفة التي تشكل سلوكيات المجتمع، بمعني أن الوعي الفردي يمكنه أن يشكل الوعي المجتمعي من خلال تكريس المعرفة وتحويلها إلى سلوكيات وبهذا يصبح المجتمع أكثر نضجًا وإنتاجًا، موضحًا أن كثير من الشعوب تجد مساحة في الحركة الفعلية بعد أن تمكنت من تحويل الوعي الفردي لمفكريها ومثقافيها، ليقودوا التغيير في المجتمعات. وأكد مدير الندوة، أن حق المواطن في المعرفة هو جوهر العمل الإعلامي والثقافي، باعتباره حقًا أصيلًا، وإذا نظرنا للثقافة باعتبارها أساس التنمية الشاملة فإن أي سياسة للتنمية لابد أن تكون عميقة الإحساس بالثقافة وقد حان الوقت لبناء نموذج متماسك يصوغ مسارات المجتمع. وربط "مكاوي" بين الثقافة والإعلام، باعتبارهما منظومة متكاملة تضم المعارف والمعلومات المتوارثة والمنقولة المتصلة بشئون الحياة ووسائل النشر والقيم، وفي ضوء المفهوم العام للتنمية الثقافية وما تنطوي عليه، إذ يبرز دور الإعلام في تحقيق أهداف الثقافة ووسائل الثقافة بالضرورة تحتاج إلى النشر والعكس، فعلاقتهما متكاملة. من جانبه، أكد الإعلامي الكبير مفيد فوزي، أن صناعة الوعي التي تقوم به الصحافة يعتمد اعتمادًا حقيقيًا على محتوى الحوار سواء كان صحفيًا أو تليفزيونيا، مشيرًا إلى أهم القضايا التي يجب أن يبرزها الإعلام المصري وهي؛ سد النهضة، تدني السلوك في الشارع المصري، القضية السكانية، التحرش الغير منظور، قضية البيت المصري في زمن الجائحة والنشاط الرهيب لدى الأولاد، وقال "الوعي هو الذي يضيء هذا المجتمع، قضية بلدي هي قضية وعي وغياب الوعي هو ظلام بلا معلومة". وأوضح "فوزي"، أن الوعي غير مرتبط بالتعليم، فمثلا هناك بعض العمال البسطاء لديهم ما يكفي من الوعي والإدراك وبالتالي الوعي ليس بالضرورة نتيجة أن يكون نتيجة ثقافة ولكنه إدراك غريزي عند بعض الناس وربما مثقف كبير لا يملك درجة الوعي التي يحملها هذا الرجل البسيط. وأشار الإعلامي الكبير في كلمته إلى أدوات العمل الصحفي، المتمثلة في قدرة الإعلامي على طرح السؤال الذي يعكس مدى ثقافته وأدواته، وقال: "أنا لما أعمل موضوع صحفي هدفه صناعة الوعي لازم أكون فاهم قيمة السؤال، السؤال في الحوار، وهو قضية شديدة الأهمية للذين يحترفون السؤال خصوصا الصحفيين والمذيعين، السؤال أيضا إضاءة، لأن أنا لما بسأل بسكب العتمة في الموضوع"، لابد أن يكون السؤال موضوع بشكل يبين معلومة وإلا انتفى السؤال". فيما قال الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "بوابة روز اليوسف"، إن الثقافة والاعلام يتكملان ويؤديان وظيفة واحدة وفي وجهة نظره أن الأزمة الحقيقية التي يعانيها الإعلام الآن هي الهدف في حد ذاته، بمعنى الرسالة التي يسعى إلى تحقيقها، مشيرًا إلى أهمية تكامل المؤسسة العلمية المتمثلة في الجامعة مع المؤسسة التنفيذية أو الإعلامية التي تتلقي الإعلامي والمؤسسات الثقافية بشكل عام. وتساءل عبدالمجيد: هل ثمة إعلام بدون إعلامي، إذا كنا نريد على بناء الوعي المصري، لابد أن يكون الإعلامي لديه معرفة وإدراك ثم يتحول إلى سلوك، إذ يجب أن يدرك قيمة وأهمية إستراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة من خلال أهدافها. ودعا رئيس تحرير بوابة روز اليوسف إلى تصدير النخب المثقفة في الإعلام وإتاحة الفرصة لهم. وتحدثت الدكتورة منى الحديدي، عن العلاقة بين الثقافة والصحافة بمعناها الأوسع وضرورة ربطهما والعمل المشترك فيما بينهم من خلال المؤسسات الرسمية والخاصة في المجالين، مشيرة إلى دور وزارة الثقافة في تحقيق أهداف الإستراتيجية وبناء الإنسان من خلال مؤسساتها ومنصاتها. وأكدت الكاتبة الصحفية أنس الوجود، على أهمية ودور الصحافة الثقافية في نشر الوعي لدى الملتقي من خلال تقديم قراءات لمشروعات الأجيال المبدعة في التاريخ المصري لتعريف الأجيال الجديدة بهم، وقالت "من ليس له تاريخ ثقافي قديم، لا تاريخ ثقافي حديث يبني عليه".