المنتجون يدخرون أفلام النجوم للمواسم الكبيرة.. و«الإنس والنمس» ينتظر عيد الفطر محمود الدفراوى : لا وجود له.. ومن الصعب طرح أى عمل خلال الفترة الحالية شريف رمزى: لم يعد هناك اعتماد عليه من جانب المنتجين والموزعين.. والمواسم عادت إلى شكلها القديم عصام زكريا : صناع السينما "يرفضون طرح أعمالهم لفترة قصيرة قبل رمضان" مع اقتراب شهر رمضان الذى يفصلنا عنه أقل من شهر أصبح من الصعب طرح أى عمل سينمائى خلال هذه الفترة، التى كانت من قبل موسم سينمائى يطلق عليه موسم «شم النسيم» تطرح فيه الأعمال السينمائية خلال شهرى مارس وأبريل قبل المواسم الكبرى ويعتمد عليها صناع السينما بشكل أساسى وتحقق فيها أفلامهم إيرادات جيدة لتتنافس الأفلام بشكل كبير، قبل أن ينقلب الوضع ويصبح من الصعب طرح أى عمل سينمائى خلال الفترة الحالية، حيث يرى المتخصصون أن هذا التغيير فى مواعيد الطرح لن يكون تغييرا سلبيا على الوضع السينمائى ولكن سيعود عليه بشكل إيجابى لأنه منح فرصة أكبر للمواسم؛ حيث إن هناك موسم عيد الفطر ويليه عيد الأضحى ثم موسم الصيف لتبدأ هذه المواسم من شهر مايو وتمتد إلى شهر سبتمبر قبل دخول الدراسة، بعد أن كان فى السابق موسم عيد الأضحى مقترنا بموسم الصيف. ورغم ذلك يرى الصناع أن هذا ليس كافيا خاصة أن السينما تعانى ضعف الإيرادات لقلة المعروض فى ظل وجود تخوف من جانب المنتجين لطرح أعمالهم التى يلعب بطولتها كبار النجوم، خوفا من الخسارة لأن نسبة الحضور بدور العرض لا تزال 50%، وهو ما يؤثر على الصناعة بالسلب فلا معنى لوجود موسم عرض طويل دون أفلام؛ حيث إن دور العرض الآن تحقق إيرادًا يوميًا لا يتخطى 200 ألف جنيه فقط، إلا فى إجازة نهاية الأسبوع يمكن أن يصل للضعف وهو أيضًا رقم ضعيف، خاصة أن هناك أفلامًا لا يتخطى إيرادها اليومى سعر تذكرة واحدة. ويأمل الموزعون أنه مع التغير الذى يشهده امتداد موسم الصيف والأعياد، أن يكون هناك سماح بإعادة نسبة الحضور لدور العرض بشكل كامل مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأفلام الجاهزة والتى تنتظر موسمًا جيدًا لعرضها، لكن تحتاج معها مساحة حضور أكبر للمشاهد، وستكون هناك منافسة كبيرة بين صناع السينما لأن لكل منهم عمل جاهز من عام مضى ولم يطرحه بسبب جائحة كورونا، وحتى الآن لم يحسم موقفه من موسم العرض فى عيد الفطر سوى فيلم «الإنس والنمس» للفنان محمد هنيدي. يقول الموزع السينمائى محمود الدفراوى: إن الفترة المقبلة لن تشهد طرح أى أعمال سينمائية فى دور العرض حتى موسم عيد الفطر المقبل، مشيرا إلى أن السبب يرجع إلى حلول شهر رمضان، وبالتالى بات من الصعب طرح أى عمل خلال الفترة الحالية، حتى إذا فكر أى شخص فى طرح فيلم خلال هذه الفترة فسيكون فيلمًا صغيرًا يصعب طرحه ضمن منافسة الأعياد مع النجوم، لكن حتى الآن لا توجد أى نية لطرح أى أعمال قبل العيد، وبذلك لم يعد هناك ما يسمى موسم شم النسيم السينمائي. وأضاف أنه مع تقدم موعد شهر رمضان والأعياد والتى بدأت تأتى فى الربيع وأول الصيف، أصبح لا يوجد موسم شم نسيم، لكن فى المقابل هناك موسم صيف طويل، وبالتالى فإن ما يحدث فائدة بالنسبة لصناع السينما وليست مشكلة؛ حيث سيصبح الأمر مثل الماضى هناك موسم صيف ممتد نستطيع من خلاله طرح أفلام كثيرة لكبار النجوم، وسيكون هناك مجال للأفلام الصغيرة والكبيرة، ففى الأعوام السابقة لم يكن هناك موسم صيف حقيقى لكنه سيعود، مشيرا إلى أنه متفائل بهذه المساحة الواسعة التى ستتاح لعرض الأفلام، لأنه من قبل كان بعد موسم عيد الأضحى لا توجد فترة كبيرة للصيف نظرا لاستعداد الجمهور لبدء العام الدراسي. وأوضح الدفراوى أنه مع اتساع موسم الصيف لن نضطر لازدحام موسم العيد أو أن يكون هناك ضغط على دور العرض، حيث سيكون هناك تنوع وتفرد للأفلام بشكل ملائم خلال شهور الصيف لتأخذ مساحتها، وهناك أفلام كثيرة لكبار النجوم جاهزة وتنتظر موسم لعرضها مثل «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» بطولة كريم عبد العزيز، و«العارف» بطولة أحمد عز، و«العنكبوت» بطولة أحمد السقا، «أحمد نوتودام» بطولة رامز جلال، «ديدو» بطولة كريم فهمي، وغيرها من الأفلام مؤكدا أن الفيلم الوحيد الذى حسم موقفه بطرحه فى عيد الفطر هو «الإنس والنمس» بطولة محمد هنيدي. وأضاف أنه بطبيعة الحال ستكون هناك منافسة فى العيد، ولكن ليس صحيحًا أن كل المنتجين يريدون طرح أعمالهم فى موسم العيد، فهناك من لا يزال متخوفًا من طرح فيلمه بدور العرض، وخلال الأسبوعين المقبلين ستكون هناك جلسات لتحديد الأفلام التى ستطرح فى العيد، لأنه موسم لمنافسة طاحنة وهذا شيء طبيعي، وقبل رمضان ستكون خارطة العرض السينمائى بالأعياد جاهزة. بينما قال الفنان والموزع السينمائى شريف رمزى: إنه بالطبع لن يستطيع أحد طرح عمل سينمائى قبل رمضان، نظرًا لعدم وجود موسم شم النسيم، بالإضافة إلى أنه لم يعد هناك اعتماد من المنتجين والموزعين على هذا الموسم، لكن أصبح الاعتماد الأساسى على مواسم الأعياد وموسم الصيف، مشيرًا إلى أنه بهذا الوضع يعود شكل المواسم السينمائية لما كان عليه فى الماضي؛ حيث كانت المواسم كما هي، قبل أن يحل شهر رمضان فى منتصفها ليقسمها إلى نصفين، لكن الآن تعود للشكل القديم. وأضاف أنه ليس معنى طول المواسم أن الأزمة الحالية للسينما قد انتهت، ولا يغير هذا شيء فى مستوى الإيرادات الضعيف، ونسبة الحضور، فالمشكلة فى أن نسبة 50%، تجعل المنتجين لا يرغبون فى طرح أعمالهم الكبيرة، إضافة إلى أن الأعمال التى تطرح صغيرة أو لم يقدم لها دعاية جيدة، ولا يوجد بها النجوم الذى ينتظرها الجمهور، وبالتالى لا تكون جاذبة له، فيذهب المشاهد للسينما ولا يجد فيلمًا جيدًا أو أفلامًا شاهدها من قبل، وبالتالى لا يكون متحمسًا لدفع تذكرة لمشاهدتها، لذلك فإن الإيرادات ضعيفة لعدم وجود أفلام كبيرة وليس لأن الجمهور خائف. وأوضح رمزى أن الدليل على ذلك هو وجود الجمهور بالمطاعم والمقاهى والمولات وأماكن الترفيه الأخرى، أما السينما فلا توجد بها بضاعة جيدة بالنسبة للجمهور، لكن عندما أضع بها سلعة جيدة سيذهب لها، فيجب أن يعود دور العرض لنسبة حضور مرضية، مناشدا بعودة نسبة الحضور كاملة بالسينما بالتزامن مع عيد الفطر مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية من تعقيم وكمامات وقياس درجة الحرارة، خاصة أن دور العرض مصدر رزق لملايين من الناس، وهى صناعة لابد من دعمها، وعندما تعود السينما لكامل طاقتها سيطرح المنتجون أفلامهم لكبار النجوم والتى ستجذب الجمهور للسينما وسيستفيد الجميع. فيما قال الناقد عصام زكريا: إن بعض صناع الأفلام يرون أنه لا داعى لطرح أعمالهم فى هذا التوقيت قبل أيام من شهر رمضان، خاصة أنه من الممكن أن ينتظر شهر ويطرح فيلمه فى موسم عيد الفطر، لكن هناك آخرين يرون أنه لا توجد فرصة لأفلامهم إلا إذا ما طرح فى هذا التوقيت بعيدًا عن منافسة الأعياد أو ألا يطرحه فى السينما إطلاقا ويسوقه لقنوات. وأضاف أنه بسبب أن عدد الأفلام قليل فلا يوجد استعجال عند المنتج لطرح العمل، لذلك فأفلام كبار النجوم سوف تؤجل بالتأكيد إلى العيد، خاصة أنه أصبح لا وجود لموسم شم نسيم لأنه سيأتى تزامنًا مع الشهر الكريم، وفى رمضان لا توجد عروض سينمائية، رغم أنه بالماضى كانت دور العرض تعمل برمضان، وكانت فرصة جيدة لعرض الأفلام، لكن الآن التركيز على المسلسلات ولا يذهب أحد إلى السينما. ويرى زكريا أنه إذا ما طرحت أفلام خلال شهر رمضان ستجد جمهورًا كثيرًا، خاصة الشباب الذى يمل من البقاء فى المنزل ومشاهدة التليفزيون من مسلسلات وبرامج رمضان، حيث أن هناك جمهورًا كبيرًا يريد أن يغير هذه الحالة بالذهاب إلى السينما، لكن صناع الأفلام يخشون من طرح أى فيلم فى هذا التوقيت لأنهم يرون أنها مجازفة.