عبدالمحسن سلامة هل الزيادة السكانية منحة أم محنة؟!.. سؤال يتردد، قديمًا وحديثًا، وإجابته في أيدينًا جميعًا، البشر دائمًا ثروة، ولولاهم ما كانت هناك حياة، لكن، دائمًا، تظل مشكلة الاهتمام بالبشر هى الأهم، ويبقى الفارق بين القدرة على تأهيل وإعداد البشر وبين أعداد كثيفة كغُثاء السيل، كما أشار القرآن الكريم. «غُثاء السيل» هم الأمم غير المؤهلة، لكن أعدادها ضخمة، وبالتالي قدراتها محدودة، وتأثيرها أقل، أما الأمم الأخرى فحتى لو كانت قليلة العدد، فإن تأثيرها أكبر، وقدراتها أعلى. السيناريو نفسه ينطبق على الأسرة، فالأسرة التى تستطيع تعليم وتأهيل أبنائها هي الأسرة الأكثر تأثيرًا، والأكثر قدرة ماديًا ومعنويًا، والعكس صحيح. ليست المشكلة في العدد، وإنما في القدرة على تعليم الأبناء، وتوفير سُبل حياة كريمة لهم، وقد ذهب أحد الأعراب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين، يشكو عقوق ابنه، فاستدعى أمير المؤمنين الابن، وحكى له الابن أن أباه اختار له اسمًا بغيضًا، وأنه لم يعلمه، وتركه دون اهتمام، فما كان من أمير المؤمنين إلا أن قال للأب: «لقد عققت ابنك قبل أن يَعُقك». قصة لها معنى تتماشى مع ما نحن بصدده، وهو الحديث عن تنظيم الأسرة، وفي تقديري أن الزوج والزوجة هما المفتاح، وعليهما قبل الإنجاب الإجابة بضمير خالص عن مدى قدرتهما على توفير حياة كريمة للأبناء قبل الحديث عن أي شيء آخر.