عبدالله عبدالسلام اشتعل المصارع الاستعراضي الأيرلندي الشهير شيمس غضبًا، خلال مباراة في بطولة المصارعة الأمريكية، فاستخدم كل وسيلة شرعية وغير شرعية لسحق خصمه. فاجأ المعلق الأمريكي المشاهدين بقوله: «شيمس سعيد بغضبه لأنه سيكون مفيدا له بنهائى البطولة». هناك من لا يعتبر الغضب رذيلة استنكرتها الأديان والفلسفات الكبرى. لم يعد حالة شخصية يعبر بها الإنسان عن شعوره إزاء أمر لم يعجبه، بل أضحى منهجًا متعمدًا لدى بعض السياسيين. الغضب هو البطل حاليًا على المسرح السياسي الأمريكي. كل طرف يدعي العمل دفاعًا عن الدستور وحماية الديمقراطية. الديمقراطيون يحاكمون ترامب، ورائدهم ليس العدالة ومعاقبة المخطئ؛ بل إخراجه من الحياة السياسية تمامًا. فى مجلس الشيوخ، تقمصوا دور القاضي والجلاد وأدانوه قبل انتهاء إجراءات محاكمته الثانية. فى خطاب التنصيب للرئاسة قبل 3 أسابيع، دعا الرئيس بايدن إلى وحدة الأمة بعد 4 سنوات عاصفة. كيف سيتحقق ذلك وروح الانتقام والغضب مسيطرة على الغالبية الديمقراطية بالكونجرس؟. الجمهوريون ليسوا أفضل حالا. تصريحات بعض زعمائهم مسكونة بنظريات المؤامرة والكراهية الشديدة لكل ما يمثله خصومهم. سموم الغضب تخرج من أفواه غلاة المناصرين لترامب الذين استباحوا الكونجرس بداية العام نهبًا وتحطيمًا ورفضًا للاعتراف بهزيمته. أمريكا ليست وحدها الغاضبة، السياسة لم تعد فن الممكن بل أصبح شعارها: بادر بالانتقام من خصمك أولا. ترامب استن سنة غير حميدة تبعه سياسيون كثيرون بالعالم. من روسيا لتركيا إلى ميانمار، اختفى صوت الاعتدال والتفاوض والحلول الوسط التي كانت قبل زمن صفات للسياسيين وحل محلها إخراج الخصوم من الساحة. الأحزاب تكيل لبعضها اتهامات ليس بالفشل ونبذ المبادئ بل بالعمالة لدول وقنوات أجنبية. داخل الأحزاب، تصدر قرارات الشطب والمنع من دخول المقار والاتهام بالتآمر ليس على الحزب فقط بل والدولة أيضًا. يمكن للإنسان أن يغضب، كما يقول أرسطو، فهذا سهل لكن الغضب من الشخص المناسب فى الوقت المناسب وبالدرجة المناسبة وللهدف المناسب، أمر ليس فى قدرة الجميع. هناك من يحول الغضب لقوة مدمرة للآخرين ولنفسه وللكيان الذى يمثله. وقانا الله وإياكم شرور الغضب الساطع.