ومن يتهيب صعود الجبال... يعش أبد الدهر بين الحفر «أبو القاسم الشابى». القرية المصرية، هى الأساس الحقيقى لبنيان الدولة المصرية، فالقرية المصرية هى العمود الفقرى الذى قامت عليه الحضارة المصرية القديمة، فالحضارة المصرية القديمة ارتبطت ارتباطا وثيقا بنهر النيل وبالزراعة وهنا نشأت القرى المصرية بكل مقوماتها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، وعلى مدار التاريخ ظلت القرية المصرية هى نبع الحضارة وأيضا الاقتصاد والذى ظل طوال سنوات طويلة اقتصادا زراعيا يعتمد على القرية، فضلا عن أن القرى بمصر تستوعب قرابة 58 % من تعداد السكان فى مصر، وعلى الرغم من هذا لم يتم وضع القرى فى مصر فى دائرة الاهتمام بالدرجة التى تستحقها، فظلت تعانى من تناقص الخدمات فى مختلف المجالات والاتجاهات، بل وأصبحت الهجرة من الريف إلى المدن ظاهرة ناقشها المجتمع المصرى فى وقت من الأوقات مطالبين بالتصدى لهذه الظاهرة التى بدت مزعجة لأبناء المدن !!. واتسعت الفجوة الحضارية بين المدن والريف المصرى..!! ووقعت العديد من القرى فى براثن الفقر المدقع، وظلت محاولات تنمية القرى داخل إطار «الشو» فقط بمختلف مسمياته «شو» انتخابى، سياسى، اجتماعى.. الخ .. وأخيرا.. اقتحم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى– كعادته– هذا الملف، وأعلن عن مشروع متكمال ضخم يستهدف تطوير وتنمية القرى فى مصر– جميع القرى المصرية– وهذا يعد المشروع الأول من نوعه على مدار التاريخ المصرى، قديمه وحديثه، الذى يستهدف تطوير القرى فى كامل أرض مصر.. ويأتى مشروع تطوير القرى المصرية ضمن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 2 يناير عام 2019 لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة. ويستهدف المشروع التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف المصرى من خلال تطوير 4584 قرية تمثل 58 % من إجمالى سكان الجمهورية بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه. يسعى المشروع لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل الآتى، خدمات المرافق والبنية الأساسية (الطرق والنقل- الصرف الصحى ومياه الشرب- الكهرباء والإنارة العامة- الغاز الطبيعى- تطوير الوحدات المحلية- الشباب والرياضة- الخدمات الصحية والتعليمية). التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل (إنشاء مجمعات صناعية– تأهيل مهنى– توفير مشروعات ذات عائد اقتصادى– تشغيل أهل القرية لبناء بيوتهم– تدوير مخلفات- تنمية زراعية وسمكية). التدخلات الاجتماعية وتوفير سكن كريم (محو أمية وتعليم– سكن كريم– حملات توعية وثقافية ورياضية وتأهيل نفسى واجتماعى– تجهيز عرائس وسداد ديون). استهدفت المرحلة الأولى من المشروع تنمية القرى الأكثر احتياجًا بإجمالى 375 تجمعًا ريفيًا، يشتملون على 4.5 مليون مستفيد بإجمالى استثمارات 13.5 مليار جنيه لتنفيذ 2180 مشروعًا، تم الانتهاء من 600 مشروع، وجارى تنفيذ 1580 مشروعًا. وتستهدف المرحلة الثانية من المشروع تنمية كافة المراكز الريفية بإجمالى 4209 قرى، بالإضافة إلى 30900 (تابع- عزبة– نجع). يتم تنفيذ المشروع بإجمالى استثمارات 500 مليار جنيه، ويستفيد منه 50 مليون مستفيد. يبدأ تنفيذ المشروع بتنمية المراكز الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية كمرحلة عاجلة، وتم حصرهم فى 50 مركزًا على مستوى 20 محافظة ويشتملون على 1391 قرية بالإضافة إلى 11087 عزبة وتابعا، بإجمالى استثمارات 150 مليار جنيه، ويستفيد منها 18 مليون مستفيد. إن هذا المشروع العملاق يغير وجه الريف المصرى فى طريقه نحو المستقبل بالفعل، خاصة وأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الذى تبنى المشروع ومن وحى التجارب السابقة للسيد الرئيس مع المشروعات واهتمامه بأدق التفاصيل فنحن على ثقة كاملة بنجاح هذا المشروع فى مختلف المجالات.. وبالتبعية سينعكس على نمط الحياة الريفية اقتصاديا واجتماعيا والتى ظلت لسنوات طويلة أسيرة الإهمال وأحد مصادر التطرف والإرهاب، بهذا المشروع الجاد ستعود الروح الحقيقية للقرية المصرية كمصدر من مصادر الحضارة والتقدم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. حفظ الله مصر وحفظ جيشها وشعبها وقائدها.. [email protected]