فى وداعة تجلس السيدة السودانية «أم مى» بأحد شوارع القاهرة، ونصفها مغطى بلوحة بلاستيكية تغرقها رسومات الحنة، تعلن بها عن بضاعتها. وما إن تهل عليها الفتيات، حتى يغمر وجهها النور، من فرط الرضا والسعادة بالجنيهات العشرة التى ستتركها كل منهن فى كفها بعد انتهاء المهمة. كتالوج به أشكال مختلفة لرسومات الحنة، تتصفحها البنات لتختار من بينها، بينما تستعد هى بملء القرطاس لتبدأ الرسم. فنانة بلا شك، لكنها تخجل أن تصرح بذلك، وتلمح له من بعيد، وهى تقول إنها لم تكن «شاطرة» فى المدرسة، لكنها كانت تملأ كراساتها برسومات تشبه رسومات الحنة. سعيدة جدا بعملها .. وأحد انتصاراتها فى الحياة يتحقق، عندما تتصل بها عروس رسمت لها الحنة لتشكرها على جمالها، الذى أبهر الجميع وأولهم زوجها. تحكى بخجل: أنا ضيفتكم فى مصر منذ سبع سنوات، لكننى أعتبر نفسى مصرية، وأرحب بالسياح الأجانب، وأقول لهم أنتم ضيوفنا واترك لهم تحديد المبلغ الذى يرونه مناسبا مقابل رسم الحنة إكراما لهم.. هى فوجئت بأحدهم يعطيها عشرين دولارا لأنه مبلغ كبير جداً.. وفوجىء هو بالسعر الزهيد الذى تتقاضاه، بينما هذا العمل فى بلاده مكلف جدا. هى للرضا عنوان، لذلك يراضيها الله.. لا تنادى على بضاعتها، وتختارها البنات من بين كثيرات فى المكان نفسه يقمن بالمهمة نفسها. كل يوم من إمبابة لشارع المعز بنفس الابتسامة و الكلمة الحلوة والدعاء على لسانها، لمن تعرفهم ومن لا تعرفهم. «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل «حنانة» بجمال النيل