عبدالمحسن سلامة أعجبني الموقف الحاسم للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، في الأسبوع الماضي، حينما رفض تحدث بعض النواب في المجلس باللغة الإنجليزية، وأصر على حذف الكلمات من المضبطة. تصرف المستشار حنفى الجبالى يليق بمجلس النواب، ورئيسه، فهو المجلس المُعبِّرُ عن الشعب المصرى، ولغته، وعاداته، وتقاليده، ولابد من احترام اللغة العربية، وإعادة هيبتها، ومكانتها، فاللغة بمثابة الجنسية، وهى التعبير الحى، والصادق عن التراث الحضارى، والثقافى للشعب المصرى. للأسف الشديد، هناك أجيال الآن، خاصة الأطفال والشباب،تتحدث اللغات الأجنبية، ولا تجيد لغتها العربية، بسبب استهتار بعض الأسر المصرية، وهو ما يستدعى وقفة عاجلة من وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى، للحفاظ على اللغة العربية، ومكانتها، كمكون ثقافى، وحضارى لمصر. لابد أن تكون اختبارات اللغة العربية شرطًا أساسيًا للالتحاق بالجامعات، وأن يكون ذلك الاختبار حاسمًا في القبول، على أن تُلزم وزارة التربية والتعليم طلبة المدارس الخاصة، والأجنبية، والدولية، بضرورة إجادة التلاميذ اللغة العربية إجادة تامة. فى السياق نفسه، فقد أطلقت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، مبادرة «اتكلم عربي»، منذ فترة، للمقيمين بالخارج، فى إطار حرصها على ربط الأجيال الجديدة بالوطن الأم. ما قام به المستشار حنفى جبالى فى مجلس النواب، وتقوم به الوزيرة النشيطة نبيلة مكرم، فى مبادرة «اتكلم عربي»، يحتاج إلى متابعة، وخطة من الوزارات المعنية، للحفاظ على الهوية الثقافية، والحضارية للشعب المصرى.