(إنّ الرجل الذي عقد النية على الفوز لا ينطق كلمة مستحيل) هي مقولة منسوبة لنابليون بونابرت... والدولة المصرية طوال تاريخها العريق والممتد لا تعرف المستحيل.. بل إن المستحيل يخضع تحت أقدامها، ويصبح ممكنًا في حال توافر الإرادة، وأيضًا القيادة، وتذكروا قبل 1973 كان عبور القناة مستحيلًا، وكان اقتحام خط بارليف مستحيلًا، وكان تحرير سيناء من قبضة العدو الصهيوني مستحيلًا.
ولكن كل هذا تحطم تحت أقدام المصريين، عندما توافرت الإرادة والإدارة القادرة على التخطيط الجيد.. هذا النوع من الحكم والإدارة، الذي نجده اليوم متمثلًا في الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعند توليه مسئولية الحكم عقد النية والعزم على أن تكون مصر أمّ الدنيا، وقدّ الدنيا.
وعلى هذا الأساس كان اقتحام أي مشكلة، والعمل على حلها هو المنهج، مهما كان حجم هذه المشكلة، لمسنا ذلك في اقتحامه ملف الإصلاح الاقتصادي، هذا الملف الذي تعاقب عليه العديد من الرؤساء، منذ 1977 فيما أطلق عليه انتفاضة الخبز، وأصبح ملف الإصلاح الاقتصادي ملفًا شائكًا مستحيل الاقتراب منه، ولكن أقدم الرئيس السيسي على هذه الخطوة، بطريق المصارحة الكاملة مع الشعب.. وتفهّم الشعب وتم اجتياز هذا الملف، وكان من نتائجه أن مصر أصبحت واحدة من الدول القلائل التي تُعد على أصابع اليد، والتي حققت نموًا اقتصاديًا إيجابيًا في زمن الكورونا..
ملفٌ آخر توحش وتوغل وأصبح يستحيل الاقتراب منه، وتم اقتحام الملف، وتم وضع خطة متكاملة للقضاء على العشوائيات، ونقل أهالينا في هذه المناطق غير الآدمية إلى مناطق تليق بأهل مصر.
وفي مجال الصحة كان القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي أمرًا مستحيلًا، لتفشي المرض ولغلاء الدواء الذي تم اكتشافه، ولكن مع السيد الرئيس.. مصر لا تعرف المستحيل، وتم تبنّي حملة صحية غير مسبوقة على مستوى العالم، وخلال عامين تم القضاء على فيروس C، وطوّر الرئيس المشروع إلى 100 مليون صحة، والذي استهدف التعرّف على صحة المصريين ومواجهة الأمراض المزمنة.. وغيرها من المُبادرات الصحية الهامة.
وعلى هذا المنوال كان السيد الرئيس، ففي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، طالت الدراسات واستمرت عامًا بعد آخر، والقاهرة مرهقة من التكدس والزحام، وفشلت كل الحلول، وأصبح لا مفر من عاصمة جديدة، تليق بأقدم وأعرق دولة عرفت الحضارة في العالم.
ولا يعرف الكثيرون أنه كانت هناك أكثر من محاولة لإنشاء عاصمة جديدة، وتحطمت في السنوات السابقة، ولكن مع الرئيس السيسي تحقق الحلم، وأصبح لمصر مشروعٌ قائم لعاصمة جديدة، على أحدث الطرز المعمارية والتكنولوجية، وبدأت شواهده تظهر في الأفق، بل وأقيمت رابع أو ثالث بطولات العالم أهمية، وهي بطولة العالم لكرة اليد في إحدي الصالات الرياضية الجديدة بها.. هذه البطولة أيضًا كان من المُستحيل أن تتم إقامتها في زمن الكورونا، ولكنها مصر يا سادة.. التي يخضع لها المستحيل ويصبح ممكنًا، وأقيمت البطولة ونجحت، وقدمت رسالة إلى العالم أن مصر قادمة.. وقادرة على التحدي.
وأخيرًا.. أعلن الرئيس عن مشروع بمثابة عودة الروح للقرية المصرية، والتي عانت لسنوات طويلة سابقة من التجاهل والإهمال، فمنذ مشروع ثورة يوليو 1952، وإعادة توزيع الأراضي الزراعية، لم يتم العمل بجدية على إصلاح أحوال الريف المصري، إلا بمحاولات قليلة نادرة، كان الهدف منها هو (الشو) فقط، وقليل من المحاولات الجادة، والتي توقفت بسبب عدم توافر الإرادة والإدارة السياسية القادرة على تبني القرية المصرية.
ومؤخرًا.. أعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن مشروع للدولة المصرية لتطوير الريف المصري، وبمنهج عمل الرئيس الذي اعتدنا عليه، وهو منهج جاد وعملي، لا يترك التفاصيل الصغيرة، لن يكون مشروعًا (للشو)، ولكنه للتنمية والتطوير، لما يزيد على 4 آلاف قرية في مختلف المجالات - كما وعد الرئيس في مجالات التعليم والصحة والزراعة والكهرباء والري والمجتمع والثقافة.. وغيرها.
مشروع متكامل تم عقد أكثر من اجتماع برئاسته لبحث كل التفاصيل، تمهيدًا لانطلاق مراحله الأولي.
هذا المشروع كفيل بتغيير وجه الريف المصري، خاصة وأن الرئيس حدد هدف المشروع بالتغيير الجذري لحال وواقع قرى الريف، وتوابعها من عِزب وكُفور ونجوع من جميع جوانب البنية الأساسية، والخدمات والنواحي المعيشية والاجتماعية والصحية.
(دائمًا ما يبدو مستحيلًا حتى يتم.. نيلسون مانديلا).
وفي مصر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أصبح المستحيل ممكنًا.
وللهِ الأمرُ مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ.
حفظَ اللهُ مصرَ وحفظَ شعبَها وجيشَها وقائدَها.. نقلاً عن