ستبقى الكتابة للطفل هى أهم وأخطر أنواع الكتابة، فهى يمكنها دون مبالغة أن تبنى أمة وتؤثر فى مستقبلها بالسلب أو الإيجاب بقدرتها على تشكيل اتجاهات وعقول النشء تجاه الوطن وقضاياه. من هنا يبرز دور صحافة الطفل التى تسهم فى تشكيل وعى ومنظومة قيم النشء، ومع خطورة الدور الذى تقوم به هذه الصحافة فهى تحتاج مزيدا من الاهتمام بها يتجاوز حسابات المكسب والخسارة المادية، لأن تكلفتها مهما تكن هى أقل بكثير من عائدها على وعى وبناء شخصية أبناء الوطن، لأن الطفل سيبقى قضية أمن قومى فهو المستقبل الحقيقى لأى بلد. وهنا لابد أن تنظر مؤسسات الدولة بعين الاعتبار لصحافة الطفل وتتعامل معها على أنها ليست فقط مسئولية المؤسسات الصحفية ، بل هى مشروع دولة فى ظل متغيرات وسماوات إعلامية مفتوحة يمكنها أن تسمم وتدمر أفكار اولادنا، لو لم نواجهها ونقف أمامها بحرفية ومهنية، ووعى كامل. هذا المشروع مهما تكن تكلفته، ستبقى أقل بكثير من عائده، أما نظر البعض لصحافة الطفل على أنها أقل فى القيمة النسبية للعمل الصحفى للكبار، فهذه وجهة نظر قاصرة، وغير موضوعية فهى أكثر أنواع الكتابة صعوبة، وتحتاج إلى مهارات لايملكها كل من يكتب أو يمارس العمل الصحفى، فالطفل لايستطيع أحد أن يصل إليه بطرق تقليدية ولايتأثر بها بل يحتاج إلى هؤلاء القادرين على التأثير فيه بأكثر الطرق جاذبية وإقناعا. هكذا ستبقى صحافة الطفل هى الأهم والأكثر تأثيرا لأنها تبنى العقول مبكرا، وتبنى الاتجاهات منذ الصغر، وهى إما أن ترفعها إلى السماء أو تنزل بها إلى القاع.. فهل نستجيب لمشروع وطنى للطفل عبر صحافته المكتوبة والمرئية والمسموعة؟!.