مع ختام عام شهد أحداثا ثقافية متنوعة: محلية وعالمية، بين مهرجانات ثقافية ومعارض وإصدارات جديدة وجوائز وتكريم فائزين. ومع استهلال عام جديد سألت «ثقافة» د. جودة عبد الخالق المفكر الاقتصادى الفائز بجائزة النيل فى العلوم الاجتماعية العام الماضى عن تقويمه للحراك الثقافى والمشهد المصرى فى 2020. قال: كانت سنة حافلة بالأحداث. وطبقا للتقويم الفلكى تعتبر سنة كبيسة، أى تزيد يوما واحدا عن السنة الميلادية التقويمية والمحدد عدد أيامها ب 365 يوما. والواقع أن 2020 كانت كبيسة ليس فقط بمعيار عدد أيامها، ولكن بمعيار ما شهدته من أحداث جسام. أهمها جائحة «كورونا» التى قلبت أحوال شعوب العالم رأسا على عقب. ويكفى أن نقول إن ما كان معتادا قبلها فى أى مجال لم يعد كذلك بعدها. وبلا مبالغة أرى أن سنة 2020 أورثت 2021 عالما أكثر خطرا وأقل أمنا. ونُذَكِر أن نحو ربع المليار شخص من سكان العالم قد هوى بلا رحمة تحت خط الفقر، مما ألقى بأعباء ثقيلة على البشر: اقتصاديا واجتماعيا وصحيا ونفسيا. ويتابع: من أهم الأحداث: ثقافيا، عقدت الدورة 29 لمهرجان الموسيقى العربية والدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، رغم جائحة كورونا. والمهرجانان من أهم وسائل الارتقاء بالذوق العام وإقامة حائط منيع فى وجه الأفكار الظلامية والمتطرفة. وقال عبد الخالق : الفوز بجائزة النيل للعلوم الاجتماعية ليس نهاية المطاف في مشواري الفكري. فما زال أمامي الكثير الذي أريد إنجازه، وتمتد طموحاتي في عدة اتجاهات: أولا: ترجمة المصطلحات الكثيرة التي ظهرت في حقل علم الاقتصاد والدراسات الاقتصادية خلال نصف القرن الأخير. فقد تراجع الاجتهاد لنحت مرادف في العربية لما استجد من مصطلحات بالانجليزية لمواكبة التطور الهائل في العلوم الاقتصادية، خاصة في مجال التحليل الكمي. والثابت تاريخيا أن العربية لغة علم وأدب في وقت واحد، فضلا عن أنها لغة القرآن. وإحدي اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وهذا يوجب الاستفادة من هذه المعطيات والنهوض بالترجمة في حقل الاقتصاد. ثانيا: تجسير الفجوة الهائلة بين علم الاقتصاد عندنا والتاريخ والفلسفة، فالعلاقة شبه مقطوعة ولا بد من تصحيح هذا الخلل. ثالثا: بلورة رؤية للفرق بين مصطلحي «العدالة الاجتماعية» و»الحماية الاجتماعية». فالأول إيجابي يتضمن تطبيق سياسات تشرك الجميع في ثمار النمو، والثاني يتعامل مع الآثار السلبية للسياسات النيوليبرالية كالفقر والتهميش.