اختتمت مكتبة الاسكندرية نشاطها المكثف لعام 2020 تحت رئاسة الدكتور مصطفى الفقى بندوة حول حقوق الإنسان والمعايير المزدوجة، كان الهدف منها حشد الإعلام الداخلى والخارجى لمواجهة الافتراءات المتكررة على مصر فيما يتصل بحقوق الإنسان وفى مرحلة تحارب فيها مصر الإرهاب وتقوم ببرنامج اقتصادى ضخم وحركة عمرانية غير مسبوقة.. أبرزت الندوة من خلال محاورها المهمة تدعيمها حقوق الإنسان الحقيقية دون تسييس للقضية وإدانتها بعض الأجندات الأجنبية وأهداف الجماعات الإرهابية.. كما أوضحت التناقض القائم بين موقف مصر إزاء قيم حقوق الإنسان منذ صدور الإعلام العالمى فى 10 ديسمبر 1948 وبين محاولات دول كبرى إصدار أحكام مسبقة ونتائج مغلوطة حول وضع تلك الحقوق فى مصر .. أبرز الدكتور الفقى أن الحديث عن حقوق الإنسان فى العالم الآن هو حق يراد به باطل.. وقال إن المباح فى العالم الغربى غير مقبول لنا مثل قضية «المثلية»، فضلا عن وجود وقائع كثيرة لانتهاك حقوق الإنسان بالخارج تمر مرور الكرام.. وأشار إلى أن الرئيس التركى أردوغان ينتهك حقوق الإنسان ويقف الغرب أمامه صامتا.. وأوضح السفير إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان أن مصر لديها جدية للارتقاء بحقوق الإنسان وفقا لمنظور شامل للإعلان العالمى لحقوق الإنسان وحرصا على احتياجات شعب مصر وتحقيقا لسيادة القانون وفقا لدستور 2014، كما أن مصر تشهد طفرة كبيرة فى مجالات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة.. وأشار إلى التهديدات التى تعرضت لها مصر بعد الثلاثين من يونيو ومواجهتها الإرهاب، مشددا على أنه لا مجال لأحد أن ينصب نفسه موجها لحقوق الإنسان فى العالم، ولقد أبرز الدكتور على الدين هلال أن تطبيق حقوق الإنسان يختلف فى الدولة الواحدة من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وبين الدول وبعضها البعض، مشيرا إلى أن أمريكا أسست نهجا «حق التدخل الإنسانى ومسئولية الحماية» لتفرض سيطرتها على دول العالم وعملت على إنشاء فروع للمعاهد التى تنشر الديمقراطية فى الدول التى شهدت حراكا ثوريا فى المنطقة العربية وقامت بتدريب الشباب على المشاركة فى المظاهرات وصدرت فكر صناعة الانتفاضات، مؤكدا أن التدخل فى شئون الدول الأخرى هو أمر تحظره المؤسسات الدولية ... وأبرز محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان مواجهة مصر تحديات ضخمة منها التطرف والإرهاب والأخطار الخارجية، موضحا أن آليات تطبيق حقوق الإنسان فى مصر هى المادة الثالثة للدستور، والمحكمة الدستورية العليا، والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجالس القومية المتخصصة، واللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان التى يرأسها وزير الخارجية، وأكدت د. درية شرف الدين أن الإعلام هو المجال الأمثل لممارسة حرية الرأى، كما أكد كل من مفتى الديار والأنبا أرميا عن أهمية حقوق الإنسان فى الأديان السماوية، وأكد محمد رجائى عطية نقيب المحاميين أهمية احترام خصوصية كل دولة، مشيرا إلى أن مصر تواجه تحديات أمنية تدفع المسئولين إلى فرض رقابة مشددة على حركة السفر والتحركات الداخلية. لا شك أن إدارة الدكتور مصطفى الفقى لمؤسسة عالمية مثل مكتبة الإسكندرية ترتبط بخدمة قضايا الوطن والحفاظ على مكانة مصر تاريخيا ودوليا ونحن نرى انتشار فروعها الآن فى قصر خديجة بحلوان وبيت السنارى بالسيدة زينب وقصر «البقرولى» برشيد والوكالة فى «فوة»، حيث تحتوى هاتان المدينتان على أكبر رصيد من الآثار الإسلامية، ولدى المكتبة العريقة مركز حفظ للتراث فى القرية الذكية وشراكة مع الهيئات الدولية الكبرى مثل اليونسكو والمتحف البريطانى ومعهد العالم العربى ولديها مراكز بحثية لأسماء كبيرة مثل مجدى يعقوب وزاهى حواس، كما أن «سفارات المعرفة» تغطى الجامعات المصرية تقريبا كفروع لأنشطة المكتبة... ليس بغريب أن تتبوأ مكتبة الاسكندرية مركزا إقليميا مرموقا حتى إنها نالت جائزة أفضل مؤسسة فى الشرق الأوسط عملت فى ظل ظروف كورونا عام 2020.. تحية للدكتور مصطفى الفقى على أدائه الوطنى والفكرى للإرتقاء بمكتبة الإسكندرية...
