عبدالمحسن سلامة البطاطس مثل الأرز، تماما، للمواطن والمزارع معا، فهى غذاء يومى للمواطن، ومحصول إستراتيجى بالنسبة للمزارع. المزارعون يعيشون أزمة كبرى هذه الأيام، نتيجة انهيار سعر البطاطس، بعد أن وصل سعر الكيلو إلى ما يقرب من 80 قرشا، وهو ما لا يغطى تكلفة زراعتها، وحصادها. اُضطر بعض المزارعين إلى إلقاء محصولهم على جوانب الترع والمصارف، لأنهم غير قادرين على تسويقه. جريدة «الأهرام التعاونى» ومجلة «الأهرام الزراعية»، اللتان تصدران عن مؤسسة «الأهرام»، رصدتا الظاهرة، وأفردتا لها مساحات كبيرة، قام ب«التحقيق» فيها الزميلان عبدالرحمن الشيخ، ومنى عبدالعزيز. الظاهرة تحتاج إلى تدخل حكومى لحماية المزارعين، لأنها سوف تؤثر بالسلب على إنتاجية البطاطس فى الأعوام المقبلة. أعتقد أن الإنتاج الزراعى يحتاج إلى «مجلس أعلى» متخصص، يدرس شئونه، ويخطط لاحتياجات السوق المحلية، والتصدير، ويربط بين الإنتاج، والتصنيع، والتصدير، سواء فى الطماطم، أو البطاطس، أو الأرز، وغيرها من المحاصيل. أزمة «كورونا» أثبتت أهمية الإنتاج الوطنى من السلع الغذائية، ولولا كفاية هذا الإنتاج لحدثت كارثة، كما حدثت فى دول عديدة، ومنها دول أوروبية متقدمة. من الضرورى الحفاظ على المزارعين، وحمايتهم من المخاطر التى تلحق بهم، نتيجة انهيار الأسعار بشكل مفاجئ، وبما يؤدى إلى تغطية التكاليف الفعلية للمحاصيل. ربما يكون وباء «كورونا» وراء بطء حركة الصادرات، بسبب الإغلاق من جانب كثير من الدول، لكن، فى كل الأحوال، لابد من مساندة المزارعين فى محنتهم، ومعاملتهم مثل بقية القطاعات المتضررة من هذا «الوباء».