وَعَينُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليلَةٌ وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِى الْمَسَاوِيَا. هذا البيتُ منسوبٌ للإمام الشافعى رحمه الله والمقصود بكلمة المَسَاوِيَا فى نهاية البيت هى المساوئ. وهذا هو حال البعض هذه الأيام، والتى يتصادف أن تكون نهاية عام 2020، بما له وما عليه، هذا العام الذى بنهايته سيراهُ البعضُ خيراً كله، ويراهُ البعضُ الآخر شراً كله.. كلٌ يرى من زاويته، وكلٌ يرى بما تنعكس نفسه، فالعينُ الراضية لن ترى العيوب أو الشرور، لأنها متأكدة أن بداخل هذه العيوب والشرور (خير)، والعينُ الساخطة لن ترى إلا المساوئ والكوارث، ولن ترى الخير، ولو كان متمثلاً أمامها بلحمه ودمه. و2020 بالعين الواقعية الحيادية، عام كاشف.. خاصة وأن البشرية مرت خلاله بواحد من أقسى الاختبارات، وهو اختبار الوباء العالمى كوفيد 19 (كورونا)، وليس هناك اختبار أقسى من اختبار الموت. كشف كوفيد 19 عن الكثير.. انهارت دول كبرى تحت ضغط الوباء، وانهار نظامها الصحى، شاهدنا ما كنا نراه فى الأفلام الهوليودية (خيال)، شوارع العواصم الكبرى خالية من البشر، أنشطة كاملة توقفت.. مسارح، سينما، رياضة، تعليم، مساجد، كنائس، معابد.. إلخ، مطارات خالية.. حجر صحى صارم بين الدول.. وغيرها الكثير. رائحةُ الموت وأصداؤه فى كل موقع، وتكاد تكون فى كل أسرة على مستوى العالم. فيروس لا يُرى بالعين المجردة، كان كفيلاً لأن ينشر الرعب فى العالم.. فهل نجحنا فى الاختبار؟؟ هذا الاختبار الذى مرت به البشرية فى 2020 لم يكن اختباراً للدول فحسب، بل كان أيضا اختباراً إنسانياً كبيراً، فهل نجحنا فى الاختبار على المستوى الإنسانى.. وهل استعادت البشرية إنسانيتها.. وهل التفتنا إلى أخلاقنا.. هل استوعبنا الدرس؟؟ أشك فى ذلك!! أما على مستوى الدولة المصرية ومرورها بهذا الاختبار الكبير، الذى سقطت فيه دول أخرى كثيرة وكبيرة.. فالحمد لله.. الدولة المصرية صمدت خلال الموجة الأولى من هذا الفيروس، بل قامت الدولة المصرية بما لم تقم به دول أخرى، وأعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن منحة للعمالة المؤقتة والموسمية التى تضررت من جراء الإجراءات، التى تم اتخاذها خلال الموجة الأولى، واستمرت لأكثر من خمس دفعات، ولم تترك الدولة المصرية أحداً من أبنائها العالقين فى إجراءات الحجر الصحى فى أى دولة كانت.. إلا وكانت خلفه، وسهلت لهم طريق العودة. الدولة المصرية رغم الوباء وانتشاره، لم تتوقف المشروعات والإنجازات فى كل موقع، ولم تتوقف الافتتاحات أسبوعاً بعد الآخر، فى مختلف المجالات، صحة، تعليم، طرق، كبارى، مصانع، مدن، أنفاق، مواصلات.. لم يوجد مجال أو نشاط توقف فيه العمل رغم كوفيد 19. بداية من شهر يناير، لمن يحب أن يتابع شهراً بشهر، حيثُ إن المساحة المخصصة للمقال لا تكفى بأى حال من الأحوال، من أجل سرد الإنجازات والمشروعات التى تحققت، هذه المشروعات فى مختلف المجالات تجدها بالتفصيل يوماً بيوم على موقع رئاسة الجمهورية (www.presidency.eg). إذا كان الوباء قد فرض علينا أن نرتدى الكمامة لتغطية أفواهنا وأنوفنا حتى نتجنب الإصابة، فيبدو أن البعض قد صمم أن يرتدى الكمامة على عينيه حتى لا يرى ما تحقق على أرض مصر. 2020 كان عاماً كاشفاً فارقاً، للأفراد وللأسر وللمجتمعات وللدول.. ولكن أكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة الرؤية التى تبناها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسلامة التخطيط والتنفيذ الذى تم.. فكل الشكر والتقدير على هذه المجهودات التى لمسناها خلال الوباء، فلم نشعر بأى أزمة فى السلع، أو فى الخدمات المختلفة، على عكس دول كثيرة وكبيرة. وأدعو الله أن يكشف عنا البلاء والوباء مع بداية 2021، وأن يحفظ مصر ويحفظ شعبها وجيشها وقائدها. ولله الأمر من قبلُ ومن بعد. [email protected] نقلًا عن الأهرام التعاوني