تكتب تظل المقولة الشهيرة للفيلسوف العظيم سقراط «تكلم حتى أراك» خالدة على مدى الزمان لتعبر عن حقيقة لا مجال للشك بها، فالكلمات تكشف مكنون النفوس وأغوار الصدور وتعلن عن حقائق وتفضح الزيف، وأحب أن أضيف «اعمل حتى أراك» فالعمل والمقصود به هنا الوظيفة المهنية التى تحتل حيزا كبيرا من حياتنا وتقتطع جزءا ليس بالقليل من أوقاتنا، فيكتسب الإنسان قيمته مما يضيفه من خلال عمله بصرف النظر عن نوعية العمل والنظرة الدونية لبعض الوظائف من جانب بعض ضعاف النفوس. «اعمل حتى أراك» رسالة موجهة الى الشباب لاتضيع سنوات عمرك الغالية فى انتظار الوظيفة الراقية والعمل الذى تحلم به... ابدأ وأنطلق من أى موقع يتاح لك فهو ليس نهاية المطاف، فالتدرج الوظيفى هو التطور الطبيعى لأى أنسان واكتساب الخبرة العلمية والعملية يمكن أن ينتقل بك من مسار الى آخر لتحقق أمالك وما يفوق أحلامك.حطم قيود المجتمع والأفكار البالية التى تحصر حياتك فى قوالب ثابتة وتقوض قدراتك وتهدر سنوات عمرك خوفا من القيل والقال الذى لايؤدى إلا إلى مزيد من الخوف والتقوقع داخل الذات وضياع فرص النجاح وإثبات النفس. «اعمل حتى أراك» من واقع خبرتى الشخصية وتدرجى المهنى الذى أعتز به، اقول للشباب المصرى لا تلتفت إلى التصنيف الطبقى للوظائف ونظرة المجتمع، ركز فقط على تطوير ذاتك وتنمية قدراتك واكتساب الخبرات والمهارات، انظر للمستقبل اكتشف الفرص واغتنم المواقف فلا حدود لإمكانياتك فى وطن نفخر ونعتز بالانتماء اليه. وإلى القابعين خلف المكاتب فى العديد من المؤسسات والدواوين «اعمل حتى أراك» لا تبك حالك وتضيع ما تبقى لك من سنوات فى لوم الظروف والأحوال أو فى التحسر على ما وصل اليه غيرك، يمكنك أن تغير واقعك الوظيفى بالعمل والأمل بعيدا عن مشاعر اليأس والاحباط. «اعمل حتى أراك» إلى كل من أخذ فرصة لا يستحقها بواسطة أو مجاملة أو حتى ضربة حظ وهم كثر ولم يطور نفسه وينمى قدراته، وأكتفى بدور المشاهد الحاقد على كل ناجح والناقد لكل متفوق «عفوا إننا لا نراك» ولن يكون لك بيننا مكان ستنتهى كما بدأت فبلادنا الجميلة تتطور وتنهض والفرص كثيرة والطموحات كبيرة لمن يعمل ويجتهد ولا حدود لمن يريد النجاح.