لم تكد إيران تتنفس الصعداء بقرب انتهاء ولاية الرئيس الجمهورى دونالد ترامب ، وصعود الديمقراطى المنتخب جو بايدن للرئاسة الأمريكية، حاملا معه آمالا متجددة فى عودة الاتفاق النووى للحياة، حتى تلقى برنامجها النووى ضربة بمقتل محسن فخرى زادة مهندس برنامجها النووي، أو كما يصفه البعض ب«الصندوق الأسود» لهذا البرنامج. أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل ، بل إن هناك تقارير رجحت أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى ربما أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية خلال جولته الأخيرة بالشرق الأوسط، والتى شملت زيارة ل إسرائيل . فيبدو أن ترامب لم يشأ أن يترك السلطة قبل أن يوجه الضربة القاضية للاتفاق النووى الذى انسحب منه فى 2018، ليهدى إسرائيل هدية الرحيل. على الرغم من ترحيب بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء ال إسرائيل ى بفوز بايدن، إلا أن هذا لا ينفى تزايد مخاوفه مما يحمله المستقبل من مد يد السلام الأمريكيةلإيران. وبالتالي، كان عليه التحرك سريعا قبل تنصيب بايدن رسميا الشهر المقبل، لتكون العملية بمثابة «أغنية البجعة» ل ترامب . وورقة يكسب بها نيتانياهو بعض التأييد فى الداخل ال إسرائيل ي، مع تصاعد الأصوات المعارضة له. الكرة الآن فى الملعب الإيراني، كيف سترد طهران؟ هل ستستسلم لرغبة البعض فى الانتقام، أم أن الحكومة ستفضل التروى لانتظار ما قد يحمله المستقبل من إنهاء لعزلتها الاقتصادية وأزماتها المختلفة. فى هذا الملف نستعرض بعض جوانب الأزمة الراهنة ومستقبل الاتفاق النووى الإيراني. * نقلًا عن صحيفة الأهرام