عشرات التصريحات من جهات إنتاجية عامة وخاصة عن إنتاج أفلام للرد على الفيلم المسىء ، أفكار وتصريحات سرعان ما تتلاشى حتى تعود للظهور مرة أخرى فور ظهور إساءة جديدة سواء للإسلام أو للنبى محمد صلى الله عليه وسلم. وهو ما سبق وحدث فى أزمة الرسوم الدانماركية، حيث أعلن ساعتها المخرج السورى نجدت أنزور تصديه لإخراج مسلسل بعنوان "سقف العالم " يرد به على الرسوم المسيئة من خلال قصة رحالة عربي زار إسكندنافيا منذ ألف عام، وأوضح أنزور أن مسلسل “سقف العالم" يستوحي عنوانه من التسمية التي أطلقها الرحالة العربي أحمد بن فضلان على البلاد الإسكندنافية ويعتمد على تصوير مغامراته ورصد مناحي عيش وتفاصيل حياة الاسكندنافيين في تلك الفترة. ومر عامان على الرسوم المسيئة وظهرت رسوم أخرى ولم يقدم أنزور مشروعه ويبدو أن ما حدث مع أنزور سيحدث مع الفيلم القطرى المزمع تقديمه بميزانية كبيرة والفيلم الذى تبرعت نقابة السينمائيين والتليفزيون المصرى بإنتاجه فى اقرب وقت . فبعد ساعات من رفع الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كانت جهات قطرية قد اعلنت تبنيها لمشروع فيلم بميزانية كبيرة ،خاصة بعد مطالبه الداعية الكبير الشيخ يوسف القرضاوى فى خطب الجمعة جميع المنتجين العرب بتبنى افكار لأفلام ومسلسلات عن صورة الإسلام السمحة وعن أخلاق نبينا الكريم. وإذا تبنى رجال أعمال مسلمون لفكرة كتلك التى تطرحها الدكتورة عبلة الكحلاوى بأن يقوم رجال الأعمال فى الدول العربية بالتعاون لرعاية فيلم عالمى عن رسول الله سيتم انتاجه فى أسرع وقت . وقد شعر كثيرون بصدق نوايا الفيلم القطرى الذى أعلن عنه فى بيان رسمى لمكتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقاهرة حيث اعلن أن "مجموعة النور القابضة القطرية ستنتج فيلمًا عن الرسول بمقاييس عالمية، في إطار رد قطر على ما قامت به مجموعة من المغرضين بإنتاج وعرض فيلم رخيص يسيء للرسول أعظم رجل في التاريخ وسيد الأولين والآخرين". وتم الاستعانة بمشورة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس منظمة النصرة العالمية ووضعت خطة لإنتاج فيلم من ثلاثة أجزاء، بموازنة تبلغ 150 مليون دولار للجزء الواحد ، وحتى هذه اللحظة لم يتم اقامة مؤتمر صحفى أو الكشف عن مؤلف العمل أو الورش التى ستقوم به أو الفنانين المرشحين له . مع أن مسلسل "الفاروق عمر" اعلنت جميع تفاصيله فى مؤتمر كبير حضرته وكالات أنباء عالمية بقطر ، وأعلن عن مخرجه حاتم على لأن الإنتاج لم يكن قطريا فقط بل شاركت فيه جهات عربية منها السعودية . وإذا كانت الجهة المنتجة وهى مجموعة النور قد أعلنت عن كتابة السيناريو الخاص بالفيلم ، فلماذا لا يتم الإعلان عن تفاصيله حتى يكون أول رد سريع قبل أن تهدأ موجة الغضب العالمية. نقابة السينمائيين من جانبها أعلنت عن المبادرة ، حيث أعلن نقيب السينمائيين مسعد فودة أن النقابة بدأت في تشكيل لجنة لوضع تصور خاص لفيلم سينمائي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن فودة قال إنه سينتج بتمويل عربى وهو ما يؤكد انها مجرد تصريحات لأن الدول العربية لن تشارك فى انتاج اعمال مع نقابات بل مع شركان إنتاج تضمن حقوقها وما قاله سامح الصريطى عن مشاركة رجل الأعمال المسيحي زكي لوقا والذي أبدى استعداده لإنتاج الفيلم أثار دهشة الكثيرين ،إذ كيف تكون هناك عشر شركات أنتاج كبيرى فى مصر تنتج أفلاما هزيلة وتعرض على استحياء ولا تتصدى لمثل هذا المشروع ، فى حين يتصدى له رجل أعمال قبطى ويعيش فى الخارج ، واعتبر البعض تصريحات الصريطى من قبيل المزايدة . التليفزيون المصرى كان بإمكانه إنتاج فيلم عالمى بميزانية مسلسل واحد فقد انتج فى هذا العام مشاركة مع شركة خاصة مسلسل "فرقة ناجى عطالله " بتكلفة تكفى لانتاج ثلاثة مسلسلات بمستوى عالمى إذ تجاوزت ميزانية 60 مليون جنيه او حتى اعادة عرض الاعمال التى جسدت انتصارات الرسول وعظمته ومنها فيلم ظهور الإسلام لإبراهيم عز الدين عام 1951 ، و انتصار الإسلام لأحمد الطوخي عام 195، و بلال مؤذن الرسول لأحمد الطوخي عام 195 ، و السيد البدوي لبهاء الدين شرف عام 1953، و بيت الله الحرام لأحمد الطوخي عام 1957، خالد بن الوليد لحسين صدقي عام 1958، و الله أكبر لإبراهيم السيد عام 1959، و شهيدة الحب الإلهي " رابعة العدوية" لنيازي مصطفي عام 1963، و هجرة الرسول لإبراهيم عمارةعام1964، و فجر الإسلام لصلاح أبو سيف عام 1971. و الشيماء لحسام الدين مصطفي . كما أن هناك فيلماً تلفزيونياً عرض سينمائياً هو عظماء الإسلام لنيازي مصطفي ، وهناك في الأفلام العربية فيلم مولد الرسول لأحمد الطوخي الذي أخرجه في لبنان عام 1960 ، وفيلم الرسالة لمصطفي العقاد الذي أخرجه عام 1976 بأموال عربية أمريكية .. ولكن كلها أفلام لا يمكن اعتبارها مؤثرة ، فبالتقنيات الحديثة يمكن انتاج فيلم عالمى مترجم الى عدة لغات ويوزع حتى ولو مجانا على الفضائيات العالمية وليس بالطبع مجرد فيلم تسجيلى كما يقول وزير الاعلام صلاح عبد المقصود الذى كان قد اجتمع مع المخرج شكرى أبو عميرة، نائب رئيس التليفزيون، وأحد أعضاء نقابة المهن السينمائية، واتفق الطرفان على إنتاج فيلم تسجيلي ضخم عن الرسول والفيلم يحمل اسم "محمد رسول الله..الرحمة المهداة"، وستقوم بإخراجه المخرجة الكبيرة سميحة الغنيمى، و بانتاج مشترك بين نقابة المهن السينمائية، والتليفزيون المصري.. فيلم تسجيلى لن يضيف جديدا الى ما قدم من قبل فبميزانيات هزيله وباخراج لا يعتمد على التقنيات الحديث سيصبح مجرد فيلم يعرض لمرة ويتم وضعه فى مكتبات التليفزيون .