بكل جبروت القوة الغاشمة، وبلارحمة، مارست الولاياتالمتحدة ضغوطا هائلة على السودان لإجباره على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتمارس ضغوطا ولكن بدرجة لا تقارن على دول عربية أخرى من أجل الهدف ذاته، حتى تشعر وكأن حكومة ترامب ما جاءت إلى البيت الأبيض إلا من اجل تحقيق مصالح إسرائيل، ربما لأن ابنة ترامب متزوجة من رجل الأعمال والسياسى اليهودى جاريد كوشنر مستشار الرئيس!! ومنذ اشهر عديدة، وواشنطن تمارس «ارهابا» على حكومة الخرطوم المؤقتة الهاشة وليس من صلاحياتها اتخاذ قرارات إستراتيجية، لإجبارها على تطبيع العلاقات مع تل أبيب وإلا فإن واشنطن لن ترفع العقوبات على السودان، لم تراع واشنطن الظروف الصعبة التى يمر بها الشعب السودانى بعد سقوط نظام البشير، وحالة السيولة السياسية والاجتماعية بالسودان. ولكن ما الذى سوف تجنيه إسرائيل من تطبيع العلاقات مع السودان؟ طبعا إسرائيل سوف تستفيد الكثير فهى كسرت حاجزا جديدا مع العرب وتمكنت من تحقيق اختراق فى علاقاتها بالدول العربية، وبعد مصر والأردن والإمارات والبحرين، ها هو السودان يطبع مع تل أبيب ، وفى الطريق خمس دول أخرى كما قال ترامب واعتقادى انه لن يمر وقت طويل حتى تعلن الدول الخمس تطبيع العلاقات مع إسرائيل وربما تلحق بهم خمس دول اخرى! كما أن إسرائيل من خلال علاقاتها الرسمية مع السودان سوف تقيم مشروعات زراعية وصناعية كبرى لاتستطيع تنفيذها فى أراضيها الصغيرة مستغلة المساحات الزراعية الهائلة بالسودان ومياه النيل المتدفقة على البلاد. وبالتالى سوف تحقق اختراقا رسميا فى إفريقيا يشرعن وجودها الاقتصادى أو العسكرى هناك، ويدفع دولا افريقية عديدة لإقامة علاقات مع تل أبيب . ولكن ماذا عن السودان.. هل يستفيد من العلاقات مع إسرائيل؟ لقد أثار قرار الحكومة السودانية الحالية الانقسام بين السودانيين ما بين مؤيد للتطبيع ومعارض له، وتقول الخرطوم إن العقوبات الأمريكية كلفت البلاد اكثر من 50 مليار دولار، الخلاصة انه يبدو أن آمال وطموحات قادة السودان الحاليين من التطبيع مع إسرائيل كبيرة نأمل ان تكون صحيحة او تتحقق! نقلا عن صحيفة الأهرام