لا يكتف عم أحمد محمد عبد الماجد مواليد 1960 بحفظ السلم الموسيقي الخماسي لآلة الطنبور ، أول آلة وترية ظهرت للعالم علي يد الفراعنة ، بل يعتبر آخر صنّاعه من أبناء النوبة القدامي، الذين طوروا هذه الآلة لتشدو على جانبى النيل بأعذب الألحان.. "منصور إن شاء الله يا نيل.. منصور بين الناس اللي بتشرب منك واللي قاعدين جنبك". يستخدم عم أحمد أدوات جلد الجمل، وأخشاب شجرة السنط وبذورها شجرة التي يطلق عليها في الصعيد "القرض"، والملح والحناء، ليصنع آلة الطنبور التي تعني "كيسير" في اللغة النوبية أو البطن المجوفة، بعدها يستخدم أصابع يديه في قياس الأوتار الخمسة التي تتكون منها نغمات الطنبور العذبة. ويقول عم أحمد للأهرام: "إن صناعة الطنبور تحتاج لحنكة فهو يتركها في الشمس في البداية.. يضع الحناء علي جلد الجمل كي يمنحه رائحة.. ويرشه بالملح الرشيدي كي لا يتعفن الجلد ويهترئ.. بعدها تبدأ مرحلة شط خيوط القطن وقياس الأوتار الخماسية، لتبدأ مرحلة العزف بقسميها العزف بطريقة الكنوز، أوالفادتجدا. " العزف بطريقة الكنوز يكون للغناء علي الطريقة النوبية أو لأى نوع آخر، أما عزف "الفادتجدا " فمخصص للتراث النوبي القديم.. هو فنان فطري لا يتقن القراءة والكتابة ولكنه يحفظ جيداً في عقله كيفية تركيب الطنبور .. يحفظ السلم الموسيقي النوبي للآلة القديمة.. وكيفية عزف التراث.. يتمني أن تتقن الأجيال الجديدة صناعة الطنبور مثلما تجيد العزف وأن تتبني المؤسسات الثقافية حفظ التراث النوبي. منصور يا نيل منصور يا نيل منصور يا نيل