بعد أن وافق مجلس النواب علي قانوني مجلس النواب والشيوخ من المتوقع أن يتم دعوة الناخبين والإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات قريبا، وفي ظل وجود جائحة كورونا التي أصابت العالم كيف ستكون أساليب الدعاية بعيدا عن الطريقة التقليدية المعتادة، حيث تكتسب الانتخابات المقبلة زخما كبيرا نظرا لأهمية البرلمان الجديد والذى سيضطلع بقضايا كثيرة وتحديات ما بعد كورونا. قال المهندس علاء مصطفي المتحدث الإعلامي بحزب الإصلاح والنهضة وخبير تكنولوجيا المعلومات، إن مما لا شك فيه أن الكورونا أرغمت الجميع على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة وساعدت على تقليل الفجوة التي كانت بين المواطنين وبين استخدامهم لتطبيقات المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على احتياجاتهم في كافة المجالات سواء المعاملات المالية أو الخدمات الطبية أو الإجراءات الحكومية أو العمل عن بعد في الكثير من المؤسسات. وأضاف لا شك أن كل هذه التغييرات ستؤثر إيجابيا على أساليب الدعاية التي سنشهدها في الاستحقاقات الانتخابية خلال الأشهر القليلة القادمة. ومن المتوقع اعتماد المرشحين في الانتخابات القادمة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook - Twitter - Instagram للوصول للناخبين والترويج لبرامجهم السياسية وسيرتهم الذاتية بل والتفاعل المباشر مع المواطنين والسماع لمشكلاتهم وطموحاتهم. وأوضح علاء مصطفي أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ستمكن الناخب من تحديد شريحته المستهدفة بدقة شديدة مثل الفئة العمرية والمنطقة الجغرافية والاهتمامات الثقافية والاجتماعية والسياسية أيضًا، الأمر الذي سينعكس بالتأكيد على نسبة تعاطف وتفاعل المتابعين له مقارنة بالطرق التسويقية التقليدية وبأقل تكلفة. وأكد مصطفي علي أننا أمام فرصة سانحة من خلال استخدام التكنولوجيا والطرق الحديثة في الدعاية الانتخابية للوصول إلى أعداد كبيرة من الشباب واستقطابهم وحثهم على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بالمشاركة في حملات المرشحين أو على الأقل الإدلاء بأصواتهم في الصندوق الانتخابي، استنادا إلى الحقيقة التي يعلمها الجميع وهي إن التكنولوجيا أصبحت لغة الشباب الجديدة. وقال النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إن وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت اهميتها في التواصل مع المواطنين، وإنه يستخدمها من قبل الجائحة بسنوات للتعرف علي مشاكل المواطنين والتفاعل معهم . واستطرد الخولي صفحات التواصل الاجتماعي والبث الأونلاين ستكون بديلا أمام المرشحين لطرح برامجهم والدعاية لأنفسهم والتواصل مع الجمهور، مضيفا أن المواطنين في ظل وجود كورونا اعتمدوا علي التكنولوجيا في كل حياتهم بما فيها التواصل مع الأهل والأقارب كبديل للزيارات . وأوضح الخولي أن التصويت الإلكتروني الآن والذي تم الحديث عنه كثيرا يمثل صعوبة في التنفيذ حاليا لكنه سيكون المستقبل، مؤكدا أن التكنولوجيا فرضت واقعا جديدا والتعامل مع هذا الواقع سيكون مختلفا ويفرض آليات جديدة . وأكد عماد رؤوف، خبير تكنولوجيا المعلومات وعلم البيانات، إن الانتخابات القادمة ستعتمد في دعايتها بشكل كبير علي السوشيال ميديا، مضيفا لن يستطيع مرشح تنظيم مؤتمر جماهيري أو لقاءات سياسية، خوفا من تفشى الأمراض. و أشار إلي أن هناك 82 دولة ستُجرى فيها انتخابات هذا العام، وبعضها أنجز انتخاباته مثل كوريا الجنوبية، موضحا أن كوريا الجنوبية أجريت الانتخابات عن طريق القائمة النسبية والفردى، وكان النظام الفردى بنسبة 80%، واعتمد الحزب الديمقراطى على وسائل الدعاية الحديثة، الإعلانات والاجتماعات والمؤتمرات الإلكترونية، والهيئة المسئولة عن الانتخابات فى الدول التى أجريت فيها الانتخابات وضعت شروطا واضحة لإجراء الانتخابات فى هذه الدول وهي أن يقوم المواطن بارتداء الكمامة ويحافظ على مسافة 2 متر بينه وبين الناخب الآخر فى وقت التصويت، كما ألزمت الناخب بالتصويت فى قفص زجاجى حتى لا ينقل أى عدوى، وامتلأت مقار الانتخاب بمواد التعقيم، مؤكدا علي أن مصر قادرة على اتباع نفس التحذيرات والشروط. وأكد عماد رؤوف أن الدعاية علي السوشيال ميديا ستمكن المرشح من الوصول إلي شرائح مختلفة من المجتمع بالإضافة إلي الدعاية الصحفية والتليفزيونية، منوها أن الدعاية التقليدية هامة خاصة أن هناك بعض الناخبين جزء من اختيارهم للمرشح مبني علي التواصل المباشر، وأن يذهب النائب له، لكننا أمام فرصة لتغيير هذا النمط والاعتماد علي وسائل أكثر تطورا و ملاءمة للوضع الحالي، بالإضافة إلي أنه منخفض التكلفة وهو ما يعطي فرصا أكبر للشباب. وأوضح رؤوف أن اختلاف الدعاية في هذه الانتخابات عن كل ما سبق يستدعي مع بدء الدعاية الانتخابية إعلان قواعد منظمة لأننا نتحدث عن نوع مختلف غير التقليدي المعتاد والذي له قواعد مختلفة في بعض التفاصيل. المهندس علاء مصطفي المتحدث الإعلامي بحزب الإصلاح والنهضة عماد رؤوف، خبير تكنولوجيا المعلومات وعلم البيانات