يقضى الإنسان سنوات حياته فى المدن الحديثة وهو يأكل ما يظن أنه الكشك ، ومردداً المثل الشهير «ينفخ فى قربة مقطوعة» دون أن يدرى ما هو الكشك الحقيقى ودون أن يرى بعينيه القربة المقطوعة .. ولا السليمة. فى قرية دير الميمون بأطفيح رصدنا كل تلك الكنوز ربة الدار افترشت أرض الحوش، وبعد أن ملأت القربة المصنوعة من جلد الماعز باللبن، بدأت فى نفخها ثم حاكتها لتغلقها بإحكام وعادت لخَضِها (تحريك منتظم) ثم فصلت اللبن عن الزبد. وأخرى قامت بالبحث عن الرحاية فى «الصندلة» مؤكدة أنها لم تستعملها منذ زمن. وطحنت القمح ثم عادت به لتخلطه باللبن ثم تقوم بطهيه على «الكانون». وما هى إلا دقائق حتى أصبح الخليط عجينة «كشك» تقوم ربة المنزل بتقطيعها بيد واحدة وبسرعة ثم تضعها على أعواد القمح الجافة وتتركتها على السطح لتجف، فيما جلست سيدة أخرى لحراستها من القطط.. لطهى الكشك هناك طرق متعددة، لكن الأكيد هو أن السمن البلدى مكون أساسى وجوهرى فى أكل الكشك بكل طرقه. وفى النهاية أضاف الباحث الأثرى حسام عبود أن « الكشك والرحاية والقربة كانت كلها موجودة ضمن نقوش قدماء المصريين ، وأن موطن الكشك تحديداً كان فى «الأشمونين» فى المنيا. وقد جاء فى كتاب «قرابين الآلهة» للفرنسية سيلفى دى كوفيل أن الملك أحمس فى رحلة عودته من الشمال إلى مقر الحكم فى الجنوب، قد توقف هناك وتزود ب الكشك هو ومرافقوه لأنه خفيف الوزن وسهل الإعداد. كما ورد الكشك فى رسالة للباحث محمد إسماعيل التى قدمها ل جامعة الملك تشارلز فى التشيك، كأحدالتقدمات التى كان يقدمها السكان المحليون ب أبو صير تبركا بالألهة. نقلا عن صحيفة الأهرام : كشك وقربة و رحايا