استطاع رفاعة رافع الطهطاوي رائد النهضة المصرية الحديثة، أن يؤسس الصحافة العربية في مصر، ويعطي لها الانتشار، فقد قام وقت رئاسته لجريدة الوقائع بتحويلها للغة العربية، لتنطق باللغة العربية بدلا من التركية، كما أهتم اهتماما كبيرا بالأخبار المصرية المحلية، وبذلك ساهم في فتح مجال كبير للصحافة وأسلوبها في مصر، ويعتبر هو مؤسسها الأول، بعد أن لعبت إسهاماته الكبيرة على المستوى الثقافي دورا كبيرا في تغيير وجه مصر في ذلك الزمان. ولد رفاعة رافع الطهطاوي بمدينة طهطا بصعيد مصر، لأسرة يعود نسبها لسيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه، وجاء ميلاد رفاعة الطهطاوي في عام 1801م ، ومات في مثل هذا اليوم 27 مايو 1873م في الثانية والسبعين من عمره بعد أن قدم خدمات جليلة لوطنه في حقول الثقافة والترجمة والصحافة، حيث يعتبر من روادها ومؤسسيها المصريين مثلما هو رائد النهضة الحديثة. قضي رفاعة الطهطاوي 5 سنوات في الأزهر الشريف، وكان من أساتذته الشيخ حسن العطار والذي كان مولعا بالعلوم التي لا تنال الاهتمام الكافي في الأزهر في ذلك الوقت، كعلم التاريخ والجغرافيا، وقد غرس حسن العطار في نفس تلميذه حب هذه العلوم، وحين طلب محمد علي باشا من الشيخ حسن العطار أن يختار له إماما لبعثة علمية لفرنسا اختار رفاعة رافع الطهطاوي، حيث سافر لفرنسا في يوم السادس من رمضان عام 1241 هجرية، الموافق 14 أبريل 1826م ، وقد عاش الطهطاوي في فرنسا لمدة 5 سنوات وألف كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز. وصف رفاعة في كتابه ماشاهده في باريس من الأحداث السياسية والمجامع العلمية ودور الكتب والمتاحف الأثرية، وحين عاد إلي مصر تم تعيينه مترجما بمدرسة الطب ثم انتقل منها إلي مدرسة الطوبجية واقترح علي الوالي إنشاء مدرسة الألسن وهي المدرسة كان لها دورها في الترجمة. حينما تولي عباس الأول الحكم، قام بإغلاق مدرسة الألسن، وقام بنفي رفاعة إلي السودان، حيث عاش لمدة 3 سنوات وقام بترجمة رواية تلايمك من الفرنسية إلي العربية في السودان، وحين تولي سعيد باشا حكم مصر عام 1845 عاد الطهطاوي إلي مصر وأعاد قلم الترجمة بمدرسة الألسن التي قام بافتتاحها ثانية. ألف الطهطاوي الكثير من الكتب منها: مباهج الألبب المصرية في مناهج الآداب، ونهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، وقد أحصي صالح مجدي في كتابه "حلية الزمن بمناقب خادم الوطن مؤلفات الطهطاوي" عدا كتبه المترجمة للعربية والتي كانت أكثر من سبعة مؤلفات مترجمة للعربية. حين تولي إسماعيل باشا حكم مصر أصدر أمرا بتعريب جميع المكاتبات الحكومية إلي اللغة العربية بدلا من التركية، وانتشرت في عهده الصحف الأهلية، كما يؤكد الدكتور عبداللطيف حمزة في كتابه الصحافة العربية في مصر ، حيث تولي رفاعة الطهطاوي رئاسة تحرير جريدة الوقائع الحكومية، وقد استطاع رفاعة الطهطاوي أن يجعل الأخبار المصرية المادة الأساسية للجريدة الحكومية، بل وقام بإحياء المقال السياسي عبر افتتاحيته في جريدة الوقائع، وأصبح للجريدة في عهده العديد من المحررين من كبار الكتاب. رفاعة الطهطاوي رفاعة الطهطاوي