أى حكمة تلك التى تتمتع بها هذه السيدة المسماة توكل كرمان حتى يقع اختيار إدارة فيسبوك عليها لتكون ضمن قائمة العشرين لأول مجلس حكماء لفيسبوك ، وهى الشبكة التى يبلغ عدد المتابعين لها اكثر من مليار نسمة حول العالم. فى نظر الكثيرين المعايير التى على أساسها يجرى الاختيار مهما تكن لا تنطبق عليها ولا ترقى مكانتها الى قائمة الاسماء الأخرى التى تضمها القائمة، من شخصيات عالمية مرموقة ومؤثرة بعطائها وتاريخها، فهى ليست رئيسة وزراء سابقة او دبلوماسية مرموقة او كاتبة مشهورة او حقوقية بارعة او حاصلة على الدكتوراه فى العلوم السياسية او خبيرة فى مجال المعلومات، فهى تحمل شهادة بكارلوريس التجارة وتنتمى الى تنظيم الجماعة الإرهابية . الوطن العربى الذى يضم قامات علمية مؤثرة فى العالم لم يلتف اليها الفيسبوك وتذكر توكل كرمان ودفع بها الى مرتبة الحكماء لتقييم المحتوى وإجازته فى الحالات التى يثار فيها الخلاف. من حق فيسبوك ان تختار من تشاء لكن من حق المتابعين ان يتعرفوا على المعايير التى تجعلهم يثقون فى القرار وان الاختيار محكوم بالكفاءة. من تمثل هى الآن؟ وطنها العربى يرفض دورها، بلدها اليمن يكاد يكون قد تبرأ منها، تركيا التى تقيم على أرضها وتحمل جنسيتها بكل تأكيد الشعب هناك لا يهتم بها ومن يقف وراءها هو النظام التركى. منحتها الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للسلام فى توقيت مثير، كانت المعنويات العربية عالية بعد ثورة الياسمين فى تونس و ثورة 25 يناير فى مصر وزحفت المعنويات صوب اليمن السعيد وهناك برز اسمها وتبنت وسائل الاعلام العربية أخبارها ونشر صورها والحديث عنها، وجنت من وراء هذا المجد، لكنها عكست نموذجا فى التحول والكشف عن الوجه الحقيقى للتطرف ومواكبة موجة الإرهاب بالأفكار التى تبثها وتدعم فيها جماعات التطرف من خلال بيانات وتصريحات موثقة. الغرب عندما يكشف عن قناعاته التى تتماهى مع مشروعاته فى الكيد والمكايدة ينتج نماذج فى مستوى توكل كرمان وغيرها ففى حالات كثيرة يصعد بهذه النوعية وتثبت الأيام ان الاختيار كان أقرب إلى العبث. هى نبت مشروع قتل وإرهاب ودماء، حاربت بكل ما تملك الاستقرار فى بلدها اليمن وصعدت على جثث الابرياء كوجه نسائي يبحث عنه الغرب ويقدمه على انه نموذج لدور المرأة المؤثر فى التغيير. وجاءت النتائج كارثية لا اليمن تغير ولا الديمقراطية هلت وإنما أصبح اليمن السعيد مسرحا للحروب البربرية والقتل العشوائي وهروب عدد كبير من الشعب الى بلدان العالم لاجئين، وفرت ايضا توكل كرمان وحصلت على الجنسية التركية لتنعم بالأموال التى حصلت عليها من جائزة نوبل والاموال التى تتلقاها تحت مسمى ناشطة ومعارضة تدافع عن حق الشعب اليمنى المغلوب على امره. اى حكمة تلك التى تدفع ادارة الفيسبوك لاختيارها وهى لا تستطيع دخول عاصمة بما فيها بلدها اليمن، وهى محسوبة على النظام التركى باستثناء الدوحة. بكل تأكيد ردود الفعل الغاضبة التى أعقبت اختيارها بدت حتى الآن غير مؤثرة لدى إدارة الفيسبوك فهى كانت مجرد اعتراضات على صفحات الموقع ولم تصدر ادارة فيسبوك اى رد يكشف عن انها ربما تراجع اختيارها . هذا يفسر ان الأمر منذ البداية محسوم ومحسوب ايضا. الفيبسبوك شبكة تتحكم فى العالم شرقه وغربه باستثناء الصين وكوريا الشمالية، ففى الصين لا وجود لعالم جوجل او الفيسبوك او تويتر، بل هناك منصات إلكترونية ومواقع إدارتها صينية وابرزها برنامج شهير هو «وى شات» ومن هنا لم تترك الصينالولاياتالمتحدة تسيطر على شعبها فى مجال الفضاء الإلكترونى. وكان القرار منذ اللحظة الاولى هو خصوصية المواقع وإلزام كل من يوجد على الاراضى الصينية ان يستخدم هذه التطبيقات، وحتى من هو خارج الصين يجب استخدامها للتواصل مع الداخل. بدون شك حازت كرمان على قدر من الاهتمام لا يتناسب مع وزنها وقد تنجح الحملات التى تكشف عن وجهها الآخر وتعرى الغطاء الذى تتخفى خلفه أمام العالم الغربى وتظهر فى صورة ناشطة تتبنى حقوق المرأة وهى فى حقيقة الأمر أبعد ما تكون عن طريق الحريات والسلام.