د. عمرو عبدالسميع يكتب: حالة حوار التشنجات التى أبداها أخيرا بعض أثرياء مصر ورجال أعمالها رفضا لطرح تبرعهم ووقوفهم مع الدولة فى التصدى لتفشى فيروس كورونا المستجد، هى مسألة طريفة لأننا نعلم حقيقة ثروات وأنماط استهلاك بعضهم والتى ليست المرجعية الوحيدة الدالة عليها هى مجلة (فوربس)، أنماط الاستهلاك ربما أهم من الثروة وقد رصدت منصات التواصل الاجتماعى أخيرا بعضا من تلك الأنماط فى الخارج مثل استعمال طائرات خاصة بدلا من درجة رجال الأعمال وهو ما يتكلف نحو عشرين ألف دولار، واستخدام أقنعة (ماسك) غالية الثمن جدا يتراوح سعرها بين ثلاثين وتسعة وتسعين دولارا، وقضاء إجازات فى جزر بعيدة خلابة بدلا من التعرض للفيروس، فضلا عن استحداث أحد الفنادق فى سويسرا إقامة خاصة تسمى (كوفيد 19) وهى خدمة تقدم للنزلاء اختبارات وفحوصا طبية تتأكد من خلوهم من الفيروس وتضمن عدة زيارات للأطباء للنزيل ويبلغ سعر الغرفة 4200 دولار، وهذه المظاهر جميعا تشبه الإقامة فى قصور الساحل الشمالى والبحر الأحمر فى مصر والتى كنت لا أحب أن أفتح سيرة أسعارها لولا هذا الاستبسال الذى أبداه بعض أثرياء مصر ورجال أعمالها لمقاومة أى صوت يدعوهم للتبرع إلى بلدهم، والله نحن لا نريد من مثل أولئك التبرع لمصر، فقد جعلونا نبدو كالمتسولين فى كل مرة ندعوهم فيها إلى الإسهام فى مجهود وطني، نحن نكتفى بالدولة وبالحكومة المصرية التى أظهرت كفاءة مذهلة فى معركتها ضد تفشى الفيروس، وفخورين ببسالة أجهزتها كالقوات المسلحة، وأطقم التمريض والأطباء ومبهورين بقيادتها التى تبدى لنا فى كل مناسبة قدرات لم نكن نتصورها وسوف تنتصر مصر فى معركة مواجهة فيروس كورونا، ولن تلتفت بعد ذلك إلى كل الذين أداروا ظهورهم لها، لا نفكر فى رد فعل انتقامي، وإنما سنضع فئة من الناس حيث أرادت أن تكون معزولة عن الناس والمجتمع والبلد.