حالة هلع شديدة تنتاب العاملين بقنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي يتم بثها من تركيا، بعد الإعلان رسميا عن إصابة المذيع بقناة مكملين حسام الشوربجي بفيروس كورونا المستجد. نبأ إصابة الشوربجي يأتي في ظل تطورات بالغة الصعوبة يعيشها الأتراك جراء التفشي الكبير للفيروس المستجد، وعجز الحكومة التركية عن مواجهته، كما أن الشوربجي لم يكن المصاب الأول بين العاملين في هذه القنوات، حيث تم الإعلان في وقت سابق أن عددا من عناصر الإخوان تعرضوا للإصابة بالفيروس المستجد، بينهم بهاء رحاب، وأكرم كساب. ما يزيد الأمر صعوبة، أن العاملين بهذه القنوات يشكلون مجتمعا صغيرا على تواصل دائم من أجل التنسيق المشترك، وبالتالي، فإن مخاوف العدوى قد تتحول إلى كابوس بين لحظة وأخرى. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، اليوم السبت، أنه تم تسجيل 5138 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في بلاده خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إضافة إلى 95 حالة وفاة جديدة، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 1101، والإصابات إلى 52167 حالة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. المخاطر الصحية ليست الوحيدة التي يخشى منها العاملون بالقنوات الإخوانية، لكن الأوضاع الاقتصادية التي تتدهور بسرعة شديدة جراء أزمة كورونا وتداعيات سياسات أردوغان الخارجية، تهدد تدفق الأموال السخية التي تنفق، حيث ارتفع معدل البطالة في تركيا إلى 13.8% في الفترة من ديسمبر إلى فبراير الماضيين، مقارنة مع 13.7% في نوفمبر الماضي، مع توقعات بمزيد من الارتفاع بسبب الوضع الناشئ عن تفشي فيروس " كورونا المستجد"، والصدمة التي أحدثها في مارس الماضي، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. وتوقع تقرير أعدته اللجنة الاقتصادية بحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، الأسبوع الماضي، ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل إلى 11 مليون شخص، مقابل 4.4 مليون قبل أزمة " كورونا "، وارتفاع سعر الدولار أمام الليرة التركية إلى حدود 8 ليرات، من حدود أقل من 6 ليرات للدولار قبل الأزمة. ووفقاً لوكالة "بلومبرج"، أكدت وكالة التصنيف الائتماني اليابانية، أنه "من المرجح أن يقود ضغط تراجع الليرة إلى مزيد من الانخفاض في احتياطيات النقد الأجنبي، وإلى مزيد من الضغط على التمويل الخارجي عن طريق القطاع الخاص". وقالت مجلة "فورين بوليسي"، إن معاناة الاقتصاد التركي، القائمة أصلاً قبل أشهر، تتضخم مع وباء كورونا الذي سيترك آثاراً مدمرة يصعب على أنقرة احتواؤها. وأوضحت، أن الوضع المالي في تركيا كان ضعيفاً قبل كورونا ، وإذا ما أضيفت إلى ذلك الديون الخارجية، والأزمة التي سببها الوباء، ورئيس يفضل حماية سمعته لا شعبه (في إشارة إلى أردوغان)، فهذا يعني أن أنقرة مقبلة على كارثة. وتابعت "فورين بوليسي"، أنه بفعل سنوات من سوء إدارة أردوغان في السياسة والاقتصاد، أصبحت تركيا في ذيل قائمة الأسواق الناشئة الرئيسية في العالم، وأنه في حال إصراره على أخطائه السابقة، فسوف يجلب الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية ستستمر إلى ما بعد نهاية كورونا . حسام الشوربجي