صدرت حديثا عن دار كتبنا للنشر والتوزيع، مجموعة نصوص نثرية جديدة للكاتب الصحفي محمد جاد هزاع، تحت عنوان "نصوص من الوادي المقدس طوى، قصة قلب". تجاوزت عدد صفحات المجموعة 370 صفحة من القطع المتوسط، وضمت بين جنباتها 91 نصا من النثر والشعر. تدور المجموعة على ثلاثة محاور ثنائية الطابع، هي ( الله / الدين )، ( الكون / الوطن ) و ( الإنسان / الحضارة ). يقول هزاع: إن هذه المجموعة تعتبر بشكل آو بآخر امتدادا لمجموعاته السابقة "العشق على طريقتي، بين الدين المنزل والدين المبدل"، "دين الحب في زمن الحرب، يوميات شاهد وشهيد"، "دولة الدراويش، حراس الوطن والدين"، "وجودك ذنب، قصة عقل" و"وجودك حب قصة روح"، ولكنها تتناول موضوعات جديدة تماما، وتستهدف تصحيح مئات من الأخطاء والمغالطات المترسخة حول الله والكون والإنسان، أو الدين والوطن والحضارة، وعلاقة هذه المراتب الوجودية بعضها ببعض، حيث يفترض أن تقوم هذه العلاقة على أساس من الحب لا الحرب. أضاف محمد هزاع: أنه تعمد أن تكون هذه المجموعة، كسابقاتها، غير نمطية بمعني أنه يصعب تصنيفها طبقا للأنماط الأدبية المتعارف عليها، كالرواية والقصة والأقصوصة والشعر والنثر والمقال والخاطرة، لأنه أرادها "إبداعا تكامليًا" يأبى التصنيف والتعريف حتى يكون محاكاة أمينة لمستويات الوجود الثلاثة المشار إليها بعالية حيث يؤكد كل شيء فيها ( أن الكل في واحد)، فلا شيء وحده، ولا شيء منفصل، رغم التنوع والتعدد والاختلاف، ولكن دون تجزئة، حيث يتفاعل كل شيء مع كل شيء، ويؤثر كل شيء في كل شيء. يقول: تعمدت الكتابة بشكل مختلف ومتنوع لأثبت فرضيتي الأساسية وهي أن المصدر الواحد للوجود يتجلى في تفاصيل هذا الوجود تجليا كليا يظهر في الذرة والمجرة، من خلال نظام محكم بديع لا تفاوت فيه ولا شذوذ ولاخروج، ولأثبت أنه كلما ضاقت مساحات الاهتمام والانتماء إلى أن تتركز في ( الأنا ) كلما تناقض هذا مع طبيعة هذا الوجود ذاته، فتتحول الدنيا المعاشة إلى جحيم، وكلما اتسعت هذه الدوائر ليصح التعبيرعنها ب ( نحن )، على أن تشمل نحن هذه كل بني آدم والحيوانات والطيور والأحجار والأشجاروكل شيء في الكون، وتتجاوزه لما وراء ه، كلما كانت الحياة المعاشة جنات وفراديس. هذه المجموعة ليست كتابا في الدين ولا التصوف ولا الفلسفة ولا الاجتماع ولا التاريخ ولا السياسة ولا الاقتصاد ولا غير ذلك من موضوعات، وإنما محاولة للنفاذ إلى عمق ذلك وما وراء ذلك بالروح والعقل والقلب والنفس والجسد، بلغة خاصة جدا يفهمها أبناء النور والحب والخير والجمال والحرية والحق، الذين أكتب لهم، لا لغيرهم لعلنا نحتشد فنفي بشروط الخلافة التي منَّ الله بها علينا من دون خلقه الآخرين، فنعمر الكون لا لنفسده ونخربه ونهدمه ونجعله ساحات حرب لا حب، كما يريد أبناء الظلام والكراهية والشر والقبح والاستبداد والباطل.