إطلالة جديدة ظهرت بها " المطابع الأميرية "خلال العام المالى الحالى 2012، خلال مشهد انتخابات الرئاسة، لكن بشكل مختلف عن تاريخها، حيث تعد إحدى الجهات الرئيسية التي اعتمد عليها محمد علي باشا في تطوير مصر ونقلها لعصر الحضارة الحديثة. فبعدما نالت "المطابع" شرف طبع الجريدة الرسمية للدولة التى تصدر الخميس من كل أسبوع، والوقائع المصرية وهى أقدم صحيفة في مصر وتصدر الآن كملحق للجريدة الرسمية، جاءت فى موقف المتهم خلال انتخابات الرئاسة 2012، بطبع بطاقات تصويت مؤشر عليها لمرشحين دون فحصها قبل تغليفها وتسليمها إلى اللجنة العليا للانتخابات لأحد مرشحى الرئاسة. ورغم عدم ثبوت ماتناوبه كلا المرشحين الرئاسيين من اتهام لمسئولى المطابع الأميرية حتى الآن، إلا أنها وقعت فى مطب يعكر صفو تاريخها من نقل مصر للحضارة فى عهد محمد على، إلى التزوير لصاحب كرسى مصر بعد ثورة 25 يناير التى أطاحت بالديكتاتور "مبارك" الذى استمر فى حكم مصر ل30 عاما. يعود تاريخ إنشاء " المطبعة الأميرية " فى بولاق إلى أكثر من 181 عاما فقد أنشئت مطبعة بولاق فى سبتمبر عام 1235 ه - 1820م وافتتحت رسميا فى عهد الوالى محمد على باشا عام 1821م، وكانت تطبع الكتب العسكرية للجيش ثم تطورت بعد ذلك، حيث قامت بطبع الكتب الأدبية والعلمية والمدرسية. وفى أكتوبر 1862، قدم الخديوى سعيد باشا المطبعة هدية إلى عبد الرحمن بك رشدى، ثم اشتراها الخديوى إسماعيل باشا وضمها إلى أملاك الدائرة السنية، ثم عادت ملكا للدولة فى 20 /6/1880م فى عهد الخديوى توفيق. وقد أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 13 أغسطس 1956، القرار بقانون رقم 312 لسنة 1956، بإنشاء الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية وإلحاقها بوزارة الصناعة، وقد عقد مجلس إدارتها أول جلساته، بتاريخ أول سبتمبر سنة 1956، برئاسة الدكتور عزيز صدقى، وزير الصناعة آنذاك. ومنذ ذلك التاريخ قررت وزارة الصناعة، إقامة مبنى جديد للهيئة فى منطقة إمبابة على مساحة قدرها 35000 متر مربع تقريبا، كما زودتها بأحدث ماكينات الطباعة المتطورة حتى يتهيأ لها كل أسباب النهوض برسالتها. وقد افتتحت الهيئة، رسميا، مبناها الجديد فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث قام بافتتاحها المهندس إبراهيم سالم محمدين وزير الصناعة آنذاك يوم السبت 28 جمادى الآخر سنة 1393 ه، الموافق 28 يوليو سنة 1973م. واعتبرت الهيئة من الهيئات ذات الطابع الاقتصادى، وذلك بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1039 لسنة 1979. وخلال عام 2001 تم إنشاء أحدث وحدة تجهيزات فنية فى مصر وربما فى المنطقة تشتمل على نظام متكامل لأعمال التصميم وإدخال البيانات والصور وفصل الألوان وإنتاج الأفلام والألواح. يحتوى الآن قسم الجمع التصويرى بالهيئة، على 61 جهاز كمبيوتر من الطرازات المختلفة، ويعمل بهذا القسم أكثر من 50 مهندسا وفنيا، وهم على مستوى عال من الكفاءة فى تشغيل هذه الأجهزة، باستخدام أحدث البرامج الخاصة بالناشر الصحفى. كما يوجد بالهيئة 48 ماكينة طباعة أوفست، منها 9 ماكينات ويب أوفست، الماكينة الواحدة مكونة من أربعة وحدات طبع، وكل وحدة تقوم بالطبع من الوجهين. ويوجد بالهيئة خطى تجليد بشر ويحتوى أحدهما على 22 محطة، والآخر 18 محطة وتبلغ طاقتها الإنتاجية 100.000 كتاب فى الوردية.