كشف الدكتور ماهر مير فرغل المدير العام بمصلحة الطب الشرعي قسم "أبحاث التزييف والتزوير" أن جرائم الأحبار المتلاشية موجودة في المجتمع المصري، لكنها أكثر تواجدا في القطاعات الاقتصادية في المعاملات بين رجال الأعمال والبنوك، من خلال الشيكات وعقود الاعتمادات المستندية المصرفية والعقود التجارية. وقال إنه سمع عن استخدام هذه الأقلام في البطاقات الانتخابية في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية وقد سمع من وسائل الإعلام المرئية عن ضبط ثلاث حالات في الشرقية والقاهرة وقنا مؤكدا أن مصلحة الطب الشرعي لم تتلق أي بلاغات رسمية من النيابة العامة لأن المصلحة في إجازة رسمية يومي السبت والأحد وفقا لقرار رئيس الحكومة وأضاف أن خبراء التزوير قادرون علي كشف هذه الأحبار وبيان اسم المرشح الذي تم تدوينه في البطاقة الانتخابية من خلال أجهزة الطب الشرعي. وأشار إلي إمكانية كشف هذه الأحبار قبل تلاشيها من خلال عدة عوامل أهمها حجم المساحة الخالية من البطاقات في الصندوق الانتخابي حيث أن هذه الأحبار تتلاشي بسرعة في حالة زيادة حجم المساحة التي يشغلها الهواء داخل الصندوق وتقل عملية التلاشي كلما امتلأ الصندوق بالبطاقات حتي فوهته حيث يقل حجم الهواء داخل الصندوق مما يجعل عملية التلاشي للأحبار بطيئة . وأكد أنه في حالة وجود محاضر رسمية تم تحريرها أثناء العملية الانتخابية ستقوم النيابة العامة بإرسالها إلي مصلحة الطب الشرعي يوم الإثنين لسرعة فحصها. أشار فرغل إلي تزايد مثل هذه الجرائم في الفترة الأخيرة بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة وأن هذه الجرائم منتشرة في النشاط التجاري والمصرفي وقدم مجموعة من النصائح لكل من ساقه حظه العثر أن يتعرض لهذه الأعمال الاحتيالية حيث يحدد عددا من الإجراءات يجب علي الشخص الضحية اتباعها، وهي لابد من مراعاة السرعة وعنصر الوقت إذا تلاحظ للشخص أن توقيع العميل الذي يتعامل معه يتلاشي تدريجيا وعليه في هذه الحالة أن يلجأ إلي النيابة العامة لتحرير محضر تزوير للمستند الذي يحمله سواء كان ذلك شيكات أو عقودا تجارية أو مصرفية ويطعن عليها بالتزوير لتقوم النيابة بإرسالها الي مصلحة الطب الشرعي مؤكدا أنه كلما تم اكتشاف هذا الحبر مبكرا قبل أن يتلاشي كلما كانت الأمور أكثر سلاسة في الكشف وتثبيت توقيع العميل الذي ذيله علي هذه المستندات بهذا القلم من الحبر المتلاشي. وإذا كان هذا التوقيع قد تم بقلم جاف فإنه يسهل اكتشافه حتي ولو كان ذلك بعد فترة من اكتشاف تلاشيه معللا السبب بأن التوقيع بمثل هذا القلم ينتج عنه ضغط من يد الشخص صاحب التوقيع بواسطة القلم علي ظهر الورقة الموقع عليها هذا العميل المتلاعب حيث يقوم خبير التزوير والتزييف بتسليط أضواء من جهاز كشف هذه الخطوط وهذه الموجات الضوئية تكون ذات أطوال موجبة علي مكان التوقيع الذي تلاشت منه الكتابة ومن خلال التفاعلات الضوئية والكيماوية يحدث تفاعلا بين باقي مكونات حبر الكتابة وهي المادة اللونية للحبر فهي التي تختفي لأنها تتأكسد مع الأكسجين في الهواء الجوي.