ما بين الفرح والحزن والمفاجأة استقبل أهالي غزة شعبيا ورسميا ظهر اليوم الخميس رفات 12 شهيدا وذلك من بين 91 جثامين تسلمتهم السلطة الفلسطينية اليوم من الاحتلال الإسرائيلي. أقامت الفصائل الفلسطينية على مختلف توجهاتها جنازة عسكرية مهيبة لجثامين الشهداء، وأطلقت 21 طلقة رصاص لحظة دخول التوابيت الملفوفة بالعلم الفلسطيني والتى حملت اسم كل شهيد، وأقيمت صلاة الجنازة على جثامين الشهداء في المسجد العمري الكبير بحضور كافة الفصائل وقيادات حكومة حماس بغزة ثم تم تسليمهم لذويهم حيث ستجري إقامة صلاة جنازة أخرى لكل شهيد في منطقته وثم دفنه. واعتبر الدكتور أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني هذا الحدث بأنه رسالة تطالب كافة القوى والفصائل الفلسطينية بالوحدة لمواجهةالاحتلال الإسرائيلي وتوحيد القرار الفلسطيني. من جهته قال سالم خله منسق حملة استرداد جثامين الشهداء في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة إن المتبقي من الجثامين الذين تحتجزهم إسرائيل في المقابر والموثقة أسماءهم لدى الحملة 208 جثامين ويتوقع الإفراج عن 70 آخرين خلال الشهر المقبل . وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جلدمان في بيان اليوم الخميس إن إسرائيل تأمل أن تؤدي هذه الخطوة لبناء الثقة المتبادلة وإعادة العملية السلمية إلى مسارها ،مؤكدا أن إسرائيل مستعدة لاستئناف محادثات السلام فورا دون شروط مسبقة. وكانت إسرائيل قد أعلنت من قبل إنها تنوى تسليم 100 جثمان لشهداء محتجزين لديها. واعتبرت وزارة الداخلية فى حكومة حماس بغزة اليوم إن تسلم جثامين الشهداء انتصار للأسرى في معركة الكرامة التي خاضوها من أجل إجبار الاحتلال على إعطائهم حقوقهم الإنسانية، وهو في ذات الوقت كسر لشوكة إسرائيل . وأضافت داخلية حماس فى بيان لها أن ما يعرف ب "مقابر الأرقام" والتى تحتجز إسرائيل فيها النسبة الأكبر من جثث الشهداء تمثل وصمة عار للاحتلال الذي يعاقب الشهداء وذويهم باحتجاز جثامين الشهداء، بشكل مخالف لكافة الأعراف والقوانين الإنسانية التي تدعو إلى احترام الأموات. وطالبت داخلية غزة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف ممارساته اللاأخلاقية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وبحق الشهداء وإلغاء ما يسمى "مقابر الأرقام.