"اللحظات المؤلمة في حياة أصحابها لا تنقضي بسهولة، فبعضهم يتوقف بهم الزمن عند هذه اللحظة، وآخرون يصنعون منها نجاحهم" هذه العبارة تلخص رحلة النجمة الاستعراضية شريهان، الفنانة التي استحقت لقب "النجمة السوبر ستار" بجدارة لاكتمال منظوماتها الفنية التي جمعت فيها بين الغناء والاستعراض والتمثيل الكوميدي والتراجيدي، ونجحت بوضع بصماتها مع الكبار، الذين وقفت أمامهم مثل فريد شوقي وفؤاد المهندس وعادل إمام، أو الذين أكملت من بعدهم الرحلة مثل نيللي في مجال الفوازير والاستعراض. شريهان، التي تحتفل بعيدها ميلادها 54 اليوم، استطاعت أن تصنع من لحظاتها المؤلمة تاريخًا ثريًا من النجاح، فليس من السهل أن تصبح النجمة الأكثر شهرة في أكثر مراحلها العمرية الأكثر نضوجًا وشهرة، أن تجد ذاتها مثل "التمثال الساكن" بعد إصابتها بكسر بالعمود الفقري في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، تلاها بعدها بسنوات إصابتها بمرض السرطان الذي كان أكثر ألمًا وصدمة من صدمتها الأولى خصوصًا، وأن رحلة العلاج استمرت لسنوات طويلة، تغيرت فيها ملامح الفنانة كثيرًا عن الماضي، إلى أن نجحت بإرادتها في تخطي هزيمة المرض للمرة الثانية، معتمدة في ذلك على حالة الرقص والغناء التي كانت معينا لها في رحلة العلاج. الحديث عن موهبة شريهان، التي فرضت ذاتها على الساحة وجعلتها أيقونة تتحدث عنها الأوساط الفنية ورمزًا لدى الموهوبين الجدد في المجال الفني بشكل عام لا ينتهي، لكن المميز في رحلة ومحطة الفنانة في العام الذي يوشك على الانتهاء خلال أيام، أمران، الأول يتخلص في تلك العزيمة التي جعلتها تتمكن من الانتهاء من عرضها المسرحي "كوكو شانيل"، المقرر عرضه قريبًا هذا العرض الذي تحدث السيناريست تامر حبيب في حوار سابق، للدرجة التي لم تجعله يصدق حرفية هذه الفنانة التي لم تترك علامات الزمن أو المرض بها أثرًا، حتى أنه أشار أنها كانت نموذجًا للراقصين الأجانب، الذين كانوا يقومون بالرقصات خلفها.. فهي فنانة "لا تخطئ في خطوة واحدة" بحسب وصف حبيب لها. أما الأمر الآخر الذي يميز رحلة شريهان، هو الحوار الحصري الذي استضافها خلاله الكاتب مدحت العدل في رمضان الماضي، ضمن برنامجه "الناس العزاز" على راديو "Drn" قبل إغلاقه، هذا الحوار الذي كشف عن صراحة ووضوح النجمة خلال رحلتها التي تمتد لأكثر من عشرين عامًا. وفيما يلي أبرز هذه التصريحات التي وردت على لسانها في هذا الحوار: وزني وصل إلى 117 كيلو جراما، بعد العملية التي أجرتها عقب إصابتها بالسرطان، مما جعل ملامحها تتغير بشكل كبير، للدرجة التي كان لا يعرفها فيها أحد من جمهورها خلال تواجدها في الخارج، ولكن رغم ذلك "أشعر بالرضا الكبير من الخالق"، وكانت خلال هذه الفترة تتجول فيها باريس ولندن ومكة وفي هذه اللحظات كانت تتمنى فقط لحظة من تلك التي كانت تعيشها في نجوميتها، للدرجة التي كنت أتحقق فيها عيون الجماهير أملًا أن يتواصلوا معها ويعرفوها. أول أجر تقاضيته كان 25 قرشًا في برنامج "دو ري مي" بالتليفزيون المصري. نور الشريف نصحني بالعمل على نفسي. قدمت مع سمير خفاجي العديد من الأعمال المسرحية على سينما رمسيس بعد تحويلها لمسرح. أحمد زكي ترك لي رسالة صوتية ليلة وفاته، مازلت أحتفظ بها قالي لي فيها:"أنا بموت.. أنا بحبك قوي هشوفك لما ترجعي بسرعة..أشوفك على خير". روت شريهان في حوارها حكاية معرفتها بالفنانة الراحلة أم كلثوم، والتي تنبأت لها بمستقبل فني واعد حيث قالت، إنها خلال فرح شقيقها عمر خورشيد عازف الجيتار الشهير، كانت تبلغ من العمر خمس سنوات وكانت تجلس على رجليها ثم رفعتها كوكب الشرق فوق المنضدة ورأت رقصها على أنغام الموسيقى، حينها قالت الراحلة إن شريهان موهوبة مجهزة بالفطرة وليس بالدراسة، هذا بخلاف كثير من الفنانين الذين تنبأوا لها بهذا المستقبل الواعد في مقدمتهم شقيقها الموسيقار عمر خورشيد، عبد الحليم حافظ، وعبد الوارث عصر وفريد الأطرش. شريهان مع ورده الجزائريه . سمير صبرى يتحدث الى شريهان . شريهان فى احد بروفات اعمالها . شريهان فى صوره فرديه . شريهان فى احد اعمالها . لقطة من فيلم عرق البلح .