أكد الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت بالنسبة للعالم الإسلامي والمسلمين قلبهم النابض، وركنهم الشديد، وسندهم الشامخ، مبينًا أن هذه المشاركة تأتي ضمن اهتمام ورعاية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لكل عمل يخدم الجاليات العربية والإسلامية، ويخدم الإنسانية، ويساهم في التعايش الإنساني، والبناء المجتمعي. جاء ذلك في مستهل الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائبه الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أمس في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الحادي والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الذي ينظمه مركز الدعوة والإسلامية بأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية بمشاركة أكثر من 400 عالم وباحث من خمسين دولة حول العالم تحت عنوان تعليم اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي "الواقع المأمول". المنعقد بمدينة ساوباولو البرازيلية وأشار إلى أن المملكة تحرص دائمًا على نشر العلم الشرعي الصحيح في أرجاء المعمورة، ونبذ الغلو والتطرف ومكافحة الإرهاب من خلال منافذ متعددة، منها المعاهد والجامعات والمؤسسات والمراكز والجمعيات العلمية، كما أنشأت عددًا من المعاهد لغير الناطقين بالعربية داخل المملكة وخارجها، موضحًا أن من العناية بالشريعة وعلوم الدين العناية بلغة القرآن الكريم، وقد بذلت لها وفي سبيل تعليمها جهودًا كبيرة. وأستعرض آل الشيخ جانبًا من دعم المملكة لقضية العرب والمسلمين الأولى وهى قضية فلسطين، ومساندتها للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، ومؤازرتها سياسيًا واقتصاديًا على مختلف الأصعدة سواء بشكل مباشر، أو عبر المنظمات الدولية كوكالة (غوث)، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وغيرها، وذلك انطلاقًا من المكانة الدينية للمملكة، وتحقيقًا للمنهج القائم على شريعة الإسلام، وأسس سياستها تجاه العالم الإسلامي، ومجتمع الأقليات المسلمة، فإنها تهتم بشئون المسلمين ومساعدتهم ومناصرتهم في جميع المجالات، فيما ألقى أحمد الصيفي رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي كلمة نوه فيها بالدعم الكبير والمتواصل من قيادة المملكة لهذا المؤتمر، مشيدًا بما حققه المؤتمر من نجاحات متواصلة لأكثر من ثلاثة عقود بمشاركة علماء وباحثين من مختلف دول العالم. فيما أكد إبراهيم الزبن عميد السلك الدبلوماسي سفير دولة فلسطين لدى البرازيل أهمية المؤتمر لصياغة خارطة طريق تساعد على تماسك الجالية المسلمة من خلال المحافظة على لغتنا العربية. عقب ذلك ألقى أنطونيو رويدا ممثل حزب الحكومة البرازيلية المنتخبة كلمة عبر عن سعادته بمشاركته في هذا المؤتمر الذي سيساعد على فهم الإسلام دين السماحة والرحمة والسلام، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع المسلمين والدول الإسلامية والعربية. ومن جانبه دعا الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تفعيل مخرجات هذا المؤتمر بما يحقق التطلعات ويساهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية اللغة العربية. وأكد الهباش أهمية تحقيق السلام العادل والشامل بين إسرائيل وفلسطين وفق حل الدولتين، وشدد الهباش على أن القدس لكل الأديان، ولا يجب أن تنفرد بها دولة الاحتلال، معربًا عن أمله في تحقيق سلام دائم وشامل. واستعرض الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي مشروعات وأعمال المركز وجهود قيادة المملكة في دعم أعماله في مختلف دول العالم، مؤكدًا حرص المركز على المشاركة في المؤتمرات الدولية لبيان منهج ورسالة السعودية في خدمة اللغة العربية. وأكد الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية أن السعودية تواصل عطاءات الخير من خلال دعم المجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم، داعيًا إلى الوقوف بجانب المملكة بوجه التحديات والتهديدات التي تواجه بلد الحرمين الشريفين. وطلب البشاري مواجهة جماعات الإسلام السياسي من الإخوان وحتى "داعش" مرورًا بالقاعدة وغيرها من جماعات العنف والإرهاب والتطرف. وشدد البشاري على فكرة الانتماء للأوطان، وضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية ووحدتها واستقلالها وسيادة أراضيها. جدير بالذكر أنه تقام على هامش المؤتمر ندوة عن القدس الشريف بعنوان "مسئولية الجاليات العربية والمراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في نشر الوعي بقضية القدس وحماية مقدساتها. حضر حفل الافتتاح القائم بالأعمال بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى البرازيل محمد بن عبدالحميد خان، وممثلو السلك الدبلوماسي والقناصل المعتمدون والفخرية لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، ورؤساء الجمعيات والجامعات الإسلامية بأمريكا اللاتينية وجمع من الجالية المسلمة، وعدد كبير من وسائل الإعلام. مؤتمر تعليم اللغة العربية بأمريكا اللاتينية