أطلقت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج مساء أمس الإثنين، مبادرة تحت عنوان "اتكلم مصري" للحفاظ على الهوية الوطنية، وتتيح المبادرة تعلم اللغة العربية واللهجة المصرية للمقيمين بالخارج، من خلال برنامج سهل وواضح معد خصيصًا لهذا الغرض ومقسم حسب الفئات العمرية. وتهدف المبادرة إلى ربط المصريين المقيمين بالخارج ودعم هويتهم الوطنية المصرية، من خلال تعلم اللهجة المصرية واللغة العربية بحيث لا تصبح اللغة عائقا للتواصل بينهم وبين أهلهم في الداخل، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، ومجموعة شركات نهضة مصر للنشر. وأجمع عدد من الخبراء، أن هذه المبادرة لها أهمية كبيرة جدا، لربط الأطفال المصريين المقيمين بالخارج بوطنهم، وللحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية للأطفال المصريين، وأكدوا أن تعلم اللغة العربية هي الوسيلة الوحيدة لربط المصريين المقيمين بالخارج بوطنهم وثقافتهم المصرية، كما يعزز من إدراك أبناء الوطن لقيمة اللغة الوطنية ومعرفة حقيقة الأمور عن وطنهم. الحفاظ على الهوية الوطنية وفي هذا الإطار تقول داليا إبراهيم إحدى مؤسسي مبادرة "اتكلم مصري" ورئيس مجلس مجموعة شركات نهضة مصر للنشر، إن المبادرة تتضمن تقديم اللغة العربية الفصحى بشكل صحيح واختيار الكلمات المصرية الأكثر شيوعا، وكذلك التعريف بالحضارة المصرية القديمة التاريخية، وذلك من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية للأطفال المصريين المقيمين خارج الدولة. وتضيف "داليا" في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام"، أن المبادرة تهدف لتقديم محتوى تعليمي يعلم اللغة العربية بطريقة صحيحة، وفي نفس الوقت مبني على فكرة الهوية المصرية، وذلك لإحداث تواصل وبناء الهوية لدى المصريين المقيمين بالخارج وأبنائهم، مؤكدة أن تعليم اللغة العربية للمصريين المغتربين هو أمر واجب علي الدولة لرفع انتمائهم لوطنهم. طرق التعلم وتشير رئيس مجلس مجموعة شركات نهضة مصر، إلى أن سيتم استخدام الحضارة الفرعونية والتاريخ والقصص المصرية، وكذلك روايات عن شخصيات مصرية والتاريخ المصري المعاصر والقديم في أثناء تعليمهم اللغة العربية، لافتة إلى أنه سيتم تعليم الأطفال بأحدث الطرق التعليمية والرسوم المتحركة وما يجذب الطفل للتعلم. استمرار المبادرة لمدة 3 سنوات وتؤكد في تصريحاتها، أن هذه المبادرة ستستمر لمدة 3 سنوات مقسمة لمراحل مختلفة وذلك لترسيخ الهوية للأطفال والأهالي، مفيدة أن المرحلة الأولى للمبادرة من سن عامين حتى 8 سنوات، وفي نفس الوقت سيكون هناك دور على أولياء الأمور لمتابعة الأطفال، وذلك مع مراعاة الجانب التكنولوجي والجودة العالية. وتتابع: أن التعليم سوف يكون عن طريق موقع إلكتروني حيث يكون التعلم بشكل ترفيهي، ويجعل الطفل قادر على كتابة وقراءة اللغة العربية بشكل صحيح، منوهة أن مدة المبادرة طويلة لأنها كبيرة، ونظرا أن تعليم اللغة يستغرق مدة ليست بقليلة. ترسيخ العادات والتقاليد وشدد "داليا" أن هدف المبادرة الأساسي هو تعليم اللغة، وذلك لتقريب التواصل بين الأطفال والأهالي مع بلدهم ورفع الانتماء لبلده، حيث إن كلما عرف الشخص عن بلده الكثير من المعلومات والأحداث، كلما زاد انتمائه وترسيخ العادات والتقاليد المصرية والقيم والمبادئ والأصول المصرية، وتزيد من شعوره بأنه جزء أساسي من هذه الدولة. القضاء على التنمر كما تضيف أن من أهداف المبادرة أيضا هو السيطرة على التنمر الذي يتعرض له الأطفال المصريين، حيث إنه عندما يتعرض أطفال مصر المقيمون بالخارج للتعامل مع أطفال غيرهم مقيمين داخل مصر، فإنهم يتعرضون للتنمر لعدم قدرته على التواصل معهم؛ مما يجعل البعض يسخرون منهم، لذلك فإن تعليم الأطفال اللغة العربية يجعل من السهل التواصل مع الأطفال مما يقضي على تعرض الأطفال للتنمر. ربط المصريين بالخارج بوطنهم ومن جانبها أشادت النائبة جليلة عثمان وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، بمبادرة "اتكلم مصري" التي تطلقها وزارة الهجرة مساء أمس الإثنين، وقالت إن هذه المبادرة جيدة جدًا، حيث إنها تعمل على الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية للمصريين المقيمين بالخارج. وأوضحت وكيل لجنة الثقافة بالبرلمان في تصريحات ل "بوابة الأهرام" أن المصريين المقيمين بالخارج مغتربون، وبالتالي فإنهم يفقدون انتماءهم وهويتهم المصرية تدريجيا، خاصة عندما يكون لديهم جنسية مزدوجة، لذلك فإن هذه المبادرة سوف تعمل على ربط المصريين المقيمين بالخارج ودعم هويتهم الوطنية المصرية من خلال تعلم اللهجة المصرية واللغة العربية، بحيث لا تكون اللغة عائقا للتواصل. الاغتراب الداخلي وطالبت "جليلة" أن تكون المبادرة لجميع المصريين سواء بالداخل أو بالخارج، حيث أصبح هناك اغتراب داخلي داخل المجتمع المصري، نظرا أن بعض المواطنين أصبحوا يستخدمون مصطلحات أجنبية في معظم الكلام، أو الكتابة بطريقة "الفرانكو" التي أصبحت منتشرة بين الشباب حيث يكتبوا الكلمات باللغة الأجنبية ولكن تنطق عربي، مؤكدة ضرورة الحفاظ على الهوية المصرية داخل وخارج مصر بجانب تعلم اللغات الأجنبية الأخرى. آليات المبادرة وأكدت عضو مجلس النواب خلال تصريحاتها، أنه يجب توفير بعض الآليات في هذه المبادرة لضمان نجاحها، وهي أن يحتوي النظام التعليمي الخاص بالأطفال المقيمين بالخارج على اللغة العربية، والعمل على توفير معسكرات داخل مصر تستضيف الأطفال وتعرض لهم الحضارة المصرية لربطهم بالوطن، وتقديم مسرحيات باللغة العربية، وعمل أغاني أطفال لهم، ذلك لأن أكثر ما يهز الطفل من الداخل هي الألحان والكلمات. وتابعت: أنه يجب أن يدرك هؤلاء الأطفال أن مصر هي بيتهم الأساسي، وأن أي دولة أخرى يعيش بها يكون فيها مواطن درجة ثانية، مفيدة أن مبادرة "اتكلم مصري" هي دعوة صريحة وقوية للمصريين المقيمين بالخارج لربطهم بالهوية المصرية، مشيرة إلى أن السفارات المصرية هي عامل قوي لربط المواطنين بموطنهم الأصلي، ويجب على السفارات دعم المبادرة وتقويتها. "اتكلم لغتك" فيما انتقد الدكتور صلاح فضل عضو المجلس الأعلى للثقافة، مسمى المبادرة "اتكلم مصري"، حيث قال إنه لا يوجد لغة اسمها مصري ولكنها تسمى اللغة العربية التي ينص دستور مصر على أنها لغتنا القومية والوطنية وهي لغة القراءة والكتابة والعلم، كما أنها لغة الثقافة المرتبطة بالهوية الوطنية المصرية، إلى جانب اللهجة العامية التي نتحدث بها وتمارس في الحياة اليومية. أهمية تعلم اللغة العربية وأكد "فضل" في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن هدف هذه المبادرة جيد جدا، حيث إن تعلم اللغة العربية هي الوسيلة الوحيدة لربط المصريين المقيمين بالخارج بوطنهم وثقافتهم المصرية وبكل تطورات الحياة، حيث إن تعلم الطفل اللغة العربية يجعله يستطيع أن يقرأ الصحف وأن يعرف حقيقة الأمور عن وطنه ولا يكتفي لما يقوله ويعرضه مراسلين الدولة الذي يعيش فيها. وتابع: أن الطفل عن طريق اللغة العربية يستطيع أن يرتبط بالتيارات الفكرية والثقافية والإبداعية التي ترتبط بوطنه، كما تجعله يقرأ الروايات والقصص العربية التي تجعله قادر على التعرف على علاقات الأشخاص ومذاق الحياة في الدولة، وعن طريق الأدب المسرحي الذي يجعله يتصور معاملة الناس بين بعضهم والبعض الآخر. المغترب مخلوع الجذور حتى يتقن لغته الوطنية وأشار عضو المجلس الأعلى للثقافة، أن المغترب هو مخلوع الجذور حتى يتقن القراءة بلغته الوطنية، حيث يظل منقوص الهوية وفاقد جزء كبير من إحساسه الوطني، مؤكدا أنه يرفض أن يكون شعار الحملة بهذا الضعف ويستحسن أن يكون "تكلم بلغتك" أو "تكلم اللغة العربية"، حتى يشير إلى العروبة التي نعتز بها.