أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر أن المسلم مطالب بأن يضع كتاب الله عز وجل أمامه في كل تصرفاته ، مشيرا إلي أن القرآن الكريم يحمل الهدي للإنسان لكن هذا الهدي له شروط وضوابط لابد من الالتزام بها حتي يتحقق ،ويشير إلي أنه في بداية سورة البقرة يأتي قول الله تعالي " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" ، ونجد أن الإيمان بالغيب جاء في بداية الآية لأنه الركيزة التي تبني عليها كل الركائز الأساسية في الإسلام . وأشار إلي أن كلمة الغيب وردت في القرآن الكريم أكثر من 50 مرة وكل الآيات التي تحدثت عن الغيب جعلته مقصورا علي الله عز وجل ، فالمقصود بالغيب هو حقيقة الله عز وجل لأننا نعلم صفات الله تعالي لكننا لا نعلم ذاته ، كما أننا نعلم من الغيب بعلم الله أن هناك أنبياء ورسل وجنة ونار وحساب ، مشيرا إلي أن هناك فارقا بين الغيب والغائب ، فالغائب الذي لايراك ولا تراه ، أما الغيب فيراك ولا تراه يعلم ما تفعل ولا تعلم حقيقته . وأكد القوصي أن القرآن الكريم جعل لعالم الغيب شقيقا وهو عالم الشهادة الذي نعيش فيه وهذا العالم فيه الأمر محسوس وملموس ولايجب أن يكون عالم الشهادة معزولا عن عالم الغيب الذي يعد الصفحة العليا لعالم الشهادة ، لأنه ما من حركة ولا ورقة ولا نسمة في عالم الشهادة إلا وهي مرتبطة بعالم الغيب . وأشار إلي أن الإيمان بالغيب يجعل الإنسان يدرك أن الله عز وجل مطلع عليه وأن هناك رقابة إلهية ورقابة الحواس ويجعل الإنسان يعلي من قيمة الحياء من الله ومن الملائكة وكل ذلك يجعل الإنسان يضبط سلوكة ويتصرف بما يرضي الله عز وجل ، وطالب الجميع أفرادا وجماعات بالتمتع بالحياء وعدم تفضيل المصلحة الخاصة علي مصلحة الوطن كما ظهر في الكثير من المطالب الفئوية لأن مصر اليوم في حاجة للعمل والإخلاص حتي تنهض وتتغلب علي كل ما تتعرض له من صعاب.