أعلن سعيد سعدي، المعارض السياسي الأكثر جدلا في الجزائر، وزعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تنازله عن رئاسة حزبه بعد 22 سنة من توليه للمنصب، قاد خلالها معارضة توصف بالشرسة ضد الأنظمة الجزائرية المتعاقبة. وفاجأ سعيد مناصريه خلال كلمته الافتتاحية المختصرة التي ألقاها اليوم ضمن فعاليات مؤتمر الحزب بالجزائر العاصمة، بقراره تخليه عن رئاسة الحزب قائلا " أعلن عن قراري بعدم الترشح لرئاسة الأرسيدي، لقد فكرت مليا وتشاورت مع أعضاء القيادة، وقد حان الوقت للكفاءات التي تم تكوينها داخل الحزب ومن طرفه أن تعبر عن قدراتها وأن تعمل". وأضاف "بالطبع سأبقى مناضلا في الحزب لأنني أعتقد أن ليس من الحق أن نطالب بالحرية والعدالة في حين نتبرأ من المشاركة الشخصية في النضال من أجل الديمقراطية". بينما استقبل مناضلو الحزب قرار زعيمهم باستغراب واستياء شديدين، خصوصا لما يمثله سعيد من رمزية كبيرة للحزب. اعتبر الوسط السياسي الجزائري تنازل سعيد عن رئاسة الحزب خطوة للتشويش على الانتخابات التشريعية الجزائرية المقررة في العاشر من الشهر القادم، والتي تواجه تحدي العزوف الانتخابي الذي دفع بالنظام الجزائري لحشد كل طاقته لضمان نزاهة الانتخابات التي لا تزال تحرك تحالفات حزبية سيما منها الإسلامية و حجمت من حظوظ سعيدي في الفوز بالانتخابات التشريعية القادمة. تأتي هذه الخطوة من سعيدي لإعادة الروح لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه منذ 22 سنة، إلى درجة أختزل الحزب لزمن طويل في شخصية سعدي المتهم بأنه يحمل أجندة طائفية عبر تأجيج ملف القبائل الجزائرية، الذي يعتبر واحد من أخطر الملفات السياسية في الجزائر، حيث كان سعيد ينادي طيلة ال22 التي تولى فيها زعامة الحزب بضرورة منح القبائل امتيازات أكبر عن باقي مناطق الجزائر. كما قاد سعيد مؤخرا محاولات فاشلة لإسقاط النظام الجزائري، على غرار الربيع العربي إلا أن الشعب الجزائري قاطع دعوات سعيد ورفض الاستجابة للمظاهرات التي كانت تحمل اسم "سبت التغيير" تزامنا مع الربيع العربي، وفسر المراقبون الجزائريون ذلك بعدم ثقة الشعب الجزائري بشخص سعيد.