أقام السفير أسامة شلتوت، سفير مصر لدى السودان، مأدبة عشاء، أمس الإثنين، على شرف حضور وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، وحلمي النمنم، وزير الثقافة المصري والوفد المرافق له، على خلفية انطلاق معرض الخرطوم الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، حيث يستضيف المعرض لأول مرة مصر "ضيفة شرف"، ويستمر حتى 29 من أكتوبر الجاري. في كلمته الترحيبية بالوفد المصري والسوداني والوزراء، قال السفير أسامة شلتوت، إن استضافة معرض الخرطوم للكتاب، لمصر، يُعد تكريمًا لمصر، وحدثًا عظيما كونه يسجل في تاريخ العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن اللجنة الرئاسية الأولى التي عقدت بين مصر والسودان وترأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أفرزت عدة قرارات، كان أبرزها اعتبار هذا العام 2017، عامًا مصريًا سودانيًا، تحت إشراف وزارتي الثقافة المصرية والسودانية. وتحدث السفير شلتوت عن العلاقات المصرية السودانية، والترابط بينهما، مشيرًا إلى أن العلاقة بينهما متجذرة وأخوية، فقد سبق والتقت قيادات البلدين حوالي 19 مرة، ولم يحدث أبدًا في تاريخ مصر أن اجتمع رئيس مصر مع رئيس أي دولة 19ًمرة، وفي ذلك دلالة على التواصل الدائم. وأعتبر شلتوت، أن الثقافة تؤثر في الشعوب وتجمع بينها، وأن الثقافتين السودانية والمصرية لهما إرث مشترك، وكثير من المثقفين المصريين أثروا في أشقائهم السودانين والعكس، فالثقافة هي الرابط للعلاقات الشعبية بين البلدين، إذ تعتبر صمامًا للأمان. فيما قال الطيب حسن بدوي، وزير الثقافة السوداني، إن معرض الخرطوم للكتاب الذي يستضيف مصر ضيفة شرف، يعد مشروعًا ثقافيًا عربيًا يلتقي فيه العلم والعلماء، موضحًا أن المعرض جعل شعاره "الكتاب جسر للتواصل"، ومن هذا الشعار "نريد تعزيز العلاقات، ومد الجسور، بين شعبي مصر والسودان". وأضاف وزير الثقافة السوداني "نحن سعداء بهذه الإرادة السياسية الكبيرة جدًا التي يقودها رجلان من بلدين كبيرين في ظروف معقدة، هما الرئيسان عمر البشير وعبدالفتاح السيسي، وخلاصة اللقاءات بينهما، أن يكون عام 2017 عامًا للثقافة المشتركة، وقد صادف هذا العام ونحن في السودان، وقد أكملنا الحوار الوطني الذي لا شك في أن للثقافة والفكر والأدب دورًا كبيرًا فيه، فقد نُوقشت أكثر من 500 ورقة بحثية وهذا دليل على سيادة الثقافة والفكر على المشروعات السياسية". وختم كلمته "مصر أسهمت في رفع الحصار عن السودان، شكرًا لكل الشركاء العرب الذين لهم أدوار كبيرة في رفع هذا الظلم عن أهل السودان، ورفع الحصار يأتي في هذه الدورة الأولى لمعرض الكتاب، ليزيد من فرصة تعزيز الشراكات الثقافية بيننا وبين جمهورية مصر العربية".
وأكد حلمي النمنم، وزير الثقافة، أن الجغرافيا والتاريخ فرضتا على مصر والسودان أن تكونا معًا دائمًا، وقال "الحصار على السودان، أثر في حياتهم كثيرًا، ورفعه سيجعل اقتصاد السودان ينمو ويتطور، هذا هو الذي نحلم به". وأوضح أن الثقافة بين السودانيين والمصريين هي أهم جسر يربطهم، ودائمًا "طيور الظلام تحاول أن تعبث بهذه العلاقة والترابط بين مصر والسودان، لكن متانة العلاقات تفشل تلك المحاولات".