حين طلبوا منها "الاعتذار" لرجل تجاوز عمره الستين عامًا، جاء ردها سريعاً بعبارة كانت الأشهر انتشارًا فى عهد النظام البائد، وقالت لهم "هوريكم أنا مين"، وعندما سألوها عن سبب انزعاجها من كلمة "اعتذرى"، كان الرد بنظرات حملت كل معانى الغضب، وكأنها تفكر فى الانتقام منهم.. وبالفعل حدث. الكلمات السابقة لخصت حادثًا مؤسفًا، ربما تكرر كثيرًا من حيث السيناريو، بينما اختلف بعض الشىء فى مضمون المشاهد التى جرى تصويرها الثلاثاء، على أرض الواقع فى منطقة الدقى، حيث تقع مدرسة الحرية للغات. بدأ سيناريو الحدث عندما كان طلاب المدرسة يؤدون امتحان نصف العام الدراسى الأول، فى إحدى المواد، إذ بامرأة منتقبة تطرق بشدة على بوابة المدرسة، وحين فتح لها العامل القائم بالحراسة على البوابة، طلبت منه الدخول لاستلام ابن أخيها، لكنه رفض وقال لها: "الامتحان لسه شغّال، ومينفعش حضرتك تدخلى"، فردت قائلة: "أنا ولى أمر طالب بالمدرسة.. ومحدش يمنعنى من الدخول"، لكن العامل رد عليها بنفس العبارة التى قالها سالفًا، فما كان منها إلا أن عنفته وتطاولت عليه بأبشع الألفاظ، رغم كبر سنه. وحين اشتكى العامل لمديرة المدرسة ما حدث بينه وبين هذه المرأة، وكيف تطاولت عليه بالشتائم البذيئة، قامت المديرة باستدعاء المرأة المنتقبة، وطلبت منها تقديم الاعتذار للعامل، لكن المديرة وعددا من المدرسين فوجئوا بالمرأة المنتقبة تتحول فجأة إلى "امرأة رد سجون"، وقالت لهم :"أنا هوريكم يا......"، وهذه النقاط تشير إلى ألفاظ يصعب كتابتها احترامًا للقارئ. لم يمر على هذا الموقف سوى ساعة واحدة، وفوجئ كل من بالمدرسة، بهذه المرأة تصل وبصحبتها 5 بلطجية يحملون الأسلحة النارية والبيضاء من "سكاكين ومطاوٍ وجنازير"، وقاموا بإطلاق الخرطوش عشوائيًا، وانهالوا على "البواب" بالضرب المبرح، وأصابوا 6 أشخاص آخرين داخل المدرسة، وتم نقلهم بعربات الإسعاف إلى أقرب مستشفى. استنجدت مديرة المدرسة بمركز شرطة الدقى، فحضر على الفور مأمور القسم وبصحبته عدد من الضباط والأمناء، وتم القبض على المرأة ومن كانوا معها، وبالكشف والتحرى عنهم داخل مركز شرطة الدقى، تبين أنهم جميعًا من المسجلين خطر، بما فيهم المرأة المنتقبة، فتم تحرير محضر، وعرضهم على النيابة. واصل المتهمون الستة بلطجتهم داخل مقر النيابة، وعرضوا مساومات وإغراءات على مسئولى المدرسة، وبعض أولياء الأمور والمدرسين، للتنازل عن المحضر، وإنهاء الأمور بشكل ودى، لكن خابت ظنونهم، وقوبل عرضهم بالرفض، لتنتهى آخر مشاهد هذا المسلسل "الواقعى" فى سراى النيابة.