عاشت متمردة علي كل شيء ولم تحمد الله علي ما منحها من استقرار عائلي تمثل في شاب خلوق يجوب الطرقات وينتقل بين القري والنجوع بحكم عمله سائق ومندوب مبيعات ساعيًا نحو لقمة العيش، حتي إنه في بعض الأحيان كان يقضي ساعات طويلة في عمله يعود بعدها منهك القوي يلقي بجسده الكال فوق الفراش وكأنه قطعة من مكوناته . أحست " رشا " أن زوجها لا يهتم بها كما يهتم بجمع المال وأنها أصبحت مثل قطع الأثاث بلا روح أو مشاعر.. وعندما تعرفت علي "يوسف المكيانيكي" سمعت منه معسول الكلمات وداعبها لمعان عينيه وهو يطيل النظر إليها عندما تلقاه.. وأنفاسه الساخنة عندما كان يهمس لها.. سقطت "رشا" في بئر الخيانة، فلم يكن صاحب العيون اللامعة والكلمات المعسولة والأنفاس الساخنة إلا مسجل خطر سبق اتهامه في قضيتي مخدرات وسرقة بالإكراه. كانت "رشا" في لقاءاتها ب" يوسف" تروي له كل تفاصيل حياتها في بيت زوجها وكيف كان يتجاهل مشاعرها ويقصر في حقوقها .. كما كانت ضحكتها تعلو وهي تصف نظرات "حماها" البالغ من العمر 63 عاماً المتفحصة لجسدها وهي تطاردها ذهاباً وإياباً حيث كانت تقيم بصحبة زوجها معه. كما أسهبت في الحديث عن مدخراته.. ولما كان الشيطان ثالثهما تفتق ذهن "يوسف" إلي ابتزاز ذلك العجوز ووضعا مع الشيطان خطتهما ولما عادت للبيت جلست إلي "حماها " وأخبرته بأنها توجهت لأحد الدجالين للعلاج من الحالة النفسية التي ساءت بسبب غياب أبنه عنها لفترات طويلة وأبلغها الدجال أن "الأسياد" يأمرونها بإقامة علاقة مع شخص غير زوجها ليعود إليها ويهتم بها .. وأضافت أنها تفضل إقامة العلاقة معه حتي تكون في ستر داخل البيت.. وعادت لتؤكد له أنها لم تكن رغبتها لكنها أوامر "الأسياد". لم يصدق العجوز نفسه وهو يجد ذلك الجسد الذي لطالما تفحصه بناظريه ملكاً له.. ولبي نداء "الأسياد".. وظل يلبي النداء وهو لا يعلم أن " رشا " تدبر له المكائد التي تمكن "يوسف" من ابتزاز.. كان نداء "الأسياد " يعمي عينه عن كل شيء حتي إن "رشا " استطاعت تسجيل عدة مقاطع فيديو له في أوضاع مخلة.. وبدأ دور "يوسف" حيث اتصل بالعجوز وطلب منه مبلغا مالياً كبيراً وهدده بمقاطع فيديو مخلة بحوزته . لم يكن العجوز يتخيل أن تلبية نداءات " الأسياد " مسجلة بالصوت والصورة وأسرع للمقدم محمد عبد الله رئيس مباحث مركز شبين القناطر وقدم بلاغاً بعملية التهديد . ولما كان البلاغ بمثابة تهديد للأمن الاجتماعي، تم إخطار اللواءين جمال عبد الباري مساعد أول الوزير للأمن العام ومحمد توفيق الحمزاوي مدير أمن القليوبية وتم تشكيل فريق بحث بقيادة وإشراف اللواء محمد الألفي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة حيث تم فحص عدد من أرقام هواتف جيرانه وأقاربه.. والاتفاق معه علي التظاهر بالموافقة علي دفع المبلغ المطلوب وتحديد موعد لتسليمه واستلام مقاطع الفيديو. وبالفعل تم تحديد موعد للقاء وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في محيط المكان .. وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم ومقاطع الفيديو بصحبته حيث كانت المفاجأة عندما كشف رجال المباحث للعجوز سر نداء "الأسياد" وألقوا القبض علي "رشا" وأحيلوا جميعاً للنيابة لمباشرة التحقيق.