يحلو للبعض في كثير من الأوقات أن يكرر جملا تعود سماعها وذكرها، وكررها دون أن يختبرها، أو يفكر في معناها؛ مثلا: (الفلوس عمرها ما تقدر تشتري السعادة)! والحقيقة أنها تشتريها.. ربما أنت الذي لا تعرف عنوان المتجر المناسب! يتصور بعض الناس أن الفقر عنوان الشرف والاستقلال، وأكبر دليل على الاستقامة.. وأن الثروة تأتي مع التعاسة والوحدة والمرض، وربما تفتح أبواب الطمع وقلة الأخلاق.. فإذا كانت هذه فكرتك عن الفلوس إذن؛ فأنت تكرهها ولا تحبها.. إذن هي الأخرى ستبادلك نفس الموقف، ولن تحبك من طرف واحد، وبالتالي لن تأتيك أبدا مع الأسف! من عجائب ما أثبتته التجارب والكتب العلمية أن الثراء المال والثروة تنجذب تجاه الأشخاص الذين يحبونها، ويحملون تجاه الفلوس والغنى أفكارًا إيجابية سعيدة. فمثلًا يربطون المال بفكرة المتعة والحرية والقدرة على إيجاد بدائل، والإنفاق الكريم على إسعاد الآخرين ومساعدة الأصدقاء.. أو في السفر واكتشاف العالم، أو في توسيع فرص التعليم الجيد والاستثمار، وتحسين الحياة، وتوفير وقت أطول لقضائه مع الأبناء، أو مع شريك العمر، أو من تربطنا به علاقة عاطفية. أليست كلها أفكار إيجابية يحققها المال بالفعل؟ أضف لما سبق أن من مبادئ الدين الإسلامي أن اليد العليا خير من اليد السفلى.. واليد التي تعطي وتنفق لها الأولوية والقوامة على من يمدون يدهم ليأخذوا.. ثم إن عددًا كبيرًا من المبشرين بالجنة كانوا أغنياء، وينفقون بسخاء على الدعوة، وفى أوجه الخير. من أين أتت إذن الأفكار الخبيثة التى روجت لكراهية الثروة، أو الخوف منها، أو التشكيك فيمن يسعون لها أو يحصلون عليها؟؟ الله غني ومغني وباسط وواسع ورزاق.. لكن الفقراء هم من يخافون المال، وأحلامهم ضيقة للغاية، وخيالهم لا يتسع إلا لأقل القليل! في المدرسة اليابانية يسألون ماذا أنجزت اليوم؟ وفي المدرسة الأمريكية يسألون كم كسبت اليوم؟ البعض يفكر في القيمة والتأثير، والبعض يفكر في الربح والمكسب المادي. لكن في كل الحالات اتفق المليونيرات، وأصحاب الثروات الضخمة في أنحاء العالم؛ أن المال يرتبط بالعمل، وكلما كان لعملك تأثير واسع على أكبر عدد من الجمهور والمستفيدين؛ زادت فرصتك في إحراز السعادة والمال! الجمع بين السعادة والمال ممكن جدًا؛ هكذا يفكر المليونيرات والمتفائلون والناجحون. إلا إسماعيل يس في الأفلام العربى القديمة.. هو الذي لم يجد أي طريقة للجمع بين السعادة والمال، أو بين الثروة والصحة أو بين بنكنوت البنك الأهلى والحب!! أغلب الظن أن السياسة تدخلت كثيرًا؛ في عهود مختلفة؛ كي يرضى الفقراء عن فقرهم؛ ولا يزاحمون الأثرياء أو يسألون الأغنياء الجدد عن أسباب ثرواتهم الضخمة النامية؛ بحجة الرضا واختيار الصحة والحب التي هي أفضل من كنوز العالم. ولا جدال أن الصحة والحب والرضا والأخلاق قيم عظيمة ومهمة للغاية؛ ولكن من قال إن المال عدو الصحة مثلًا، أو يبدد فرص الحب؟؟ الحياة الواقعية قالت إن العكس هو الصحيح؛ المال يجعل الحياة أسهل، ويقلل الاحتكاك بالمصاعب اليومية الروتينية، ويحمي من ضغوط ارتفاع الأسعار، وعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات ودفع الفواتير؛ وبالطبع يقلل الاستغناء المادي؛ من احتمالات اللجوء لأساليب ملتوية في محيط العمل؛ حفاظًا على أكل العيش؛ مثل الكذب أو النفاق أو ما هو أسوأ. المال في بعض الحالات هو أفضل جمعية لتحسين الصحة، وحماية الأخلاق واكتساب الجمال والقوة والطاقة.. أحسن ظنك بالثروة وأحبها، واتقن عملك، وتفاءل ولا تخف، وبعدما تصبح مليونيرًا.. دعنا نذهب معًا في رحلة بحرية على يخت أنيق.. كي تحكي لي الباقي!!!