اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة دولا أعضاء في المنظمة الدولية بانتهاك العقوبات الدولية، الموقعة على كوريا الشمالية بهدف وقف برنامجها لتطوير أسلحة نووية، وتساعدها على تفادي هذه العقوبات. وقال التقرير -الذي أعدته لجنة من خبراء الأممالمتحدة المستقلين والمعنية بكوريا الشمالية واطّلعت عليه صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية وبثته على موقعها الإلكتروني- إن دولا من أعضاء المنظمة تساعد كوريا الشمالية على تفادي العقوبات الدولية الموقعة عليها على خلفية برنامجها النووي، وذلك بعدة طرق من بينها التجارة المحظورة مع بيونج يانج في الأسلحة والبضائع والتمويل. ولفتت الصحيفة إلى أن مسودة التقرير الأممي تأتي في وقت تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى دفع الجهود الدولية لتغليظ العقوبات على كوريا الشمالية ردا على تجاربها النووية والصاروخية الأخيرة، وأنها تأتي تأكيدا لشكاوى واشنطن من خرق الامتثال من جانب بعض الدول، وهو ما دفع الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ تدابيرها الخاصة ضد بيونج يانج. وأثارت بيونج يانج موجة جديدة من الغضب الدولي، بعد أن أجرت، الأحد الماضي، سادس تجاربها النووية وأقواها على الإطلاق، وذلك بعد أيام قليلة من إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى فوق اليابان، وبعد أسابيع قليلة من إطلاق صاروخ أثبت قدرته على حمل رؤوس نووية إلى أراض أمريكية للمرة الأولى. ومن المفترض أن يصوت مجلس الأمن، الأسبوع المقبل، على مشروع قرار يحظى بتأييد دولي واسع بفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج، كما أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني اعتزامها تقديم مقترح لمناقشة فرض عقوبات جديدة على البلد الآسيوي المعزول. وأعلنت الولاياتالمتحدة اعتزامها توقيع عقوبات تجارية ومالية أحادية الجانب على كل الدول التي تتعامل تجاريا مع كوريا الشمالية كالصين، حال عدم إقرار عقوبات أممية جديدة، رغم صعوبة حدوث ذلك وفق خبراء، فيما من المتوقع أن تتخذ الإدارة الأمريكية تدابير تستهدف شركات وبنوكا صينية، وفقا ل"وال ستريت جورنال". وقال تقرير اللجنة الأممية: "رغم المعدل المتزايد لتسليم الدول الأعضاء لتقارير تطبيق وطنية "للعقوبات الدولية على كوريا الشمالية" لمجلس الأمن، يتأخر التطبيق الواقعي للعقوبات كثيرا جدا عما هو ضروري لتحقيق الهدف الأساسي بنزع الأسلحة النووية". كما خلص التقرير، الذي يقيس امتثال دول العالم للعقوبات الأممية على كوريا الشمالية حتى الشهر الماضي، إلى أنه كلما يتوسع نظام العقوبات يتوسع مدى التملص منها..مؤكدا أن التطبيق المتراخي للعقوبات بالإضافة إلى تطور أساليب بيونج يانج في تفادي العقوبات يقوضان جهود الأممالمتحدة لإجبار النظام الكوري على حظر تطوير أسلحة الدمار الشامل. وقالت لجنة الخبراء المستقلين إنهم وثقوا وجود كوريين شماليين في عدد من الدول الافريقية وفي سوريا يتصرفون بالنيابة عن كيانات مُعاقَبة.. موضحة أنها تحقق في وجود تعاون في مجال الأسلحة الكيماوية والتقليدية والصواريخ الباليستية بين بيونج يانج ودمشق.