احتشد العشرات من القوى الوطنية والشعبية في رام الله في وقفة احتجاجية تحولت إلى مسيرة توجهت إلى مقر مبنى المقاطعة التي بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفضًا لزيارة الوفد الأمريكي على السلطة. وطالب المشاركون في المسيرة الرئيس عباس بعدم الخضوع لضغوط الوفد الأمريكي الذي وصل إلى تل أبيب ويضم جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره ومبعوث عملية السلام جيسون جرينبلات ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول. وقال عمر شحادة ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريحات إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هذا الحراك الشعبي يأتي بدعوة من كل القوى الوطنية السياسية والاجتماعية ويهدف إلى رفض وإدانة الموقف الأمريكي الداعم لجرائم الاحتلال تجاه الأرض والإنسان والمقدسات، والذي يستهدف جر القيادة الفلسطينية إلى ما يسمى بالحل الإقليمي التطبيعي القائم على مقترحات نتنياهو لسلام اقتصادي وتحسين الأحوال المعيشية. وأكد أن الرسالة التي يوجهها أبناء الشعب الفلسطيني للجميع أنه لا مجال لمواجهة الإجرام وهذه المؤامرة إلا عبر قرار جماعي من الشعب الفلسطيني بعمل مجلس وطني توحيدي انتخابي خارج قبضة الاحتلال باعتباره هو السبيل لحل أزمة ومأزق سلطتي غزةورام الله واستعادة مكانة منظمة التحرير كقائد موحد للشعب الفلسطيني. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأمريكي مساء اليوم في رام الله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.. وأكد مراقبون أن زيارة الوفد الأمريكي تهتم أكثر بالشأن الإقليمي في المنطقة، وأنه من المتوقع أن يتم التركيز على الأمور الاقتصادية وليس السياسية لا سيما وأنه بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأراضي الفلسطينيةالمحتلة كان هناك لقاء لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مع وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون وتم الإعلان رسميا من قبل الاحتلال الإسرائيلي أن هذا اللقاء جاء بعد زيارة ترامب من أجل إيجاد نوع من التسهيلات الاقتصادية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد مجدلاني، إن الأولوية لدى إدارة ترامب ليس ملف التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقدر التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية.. وهي الأولوية التي من أجلها قام الوفد الأمريكي بجولة في عدد من الدول العربية قبل زيارة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وفي ذات السياق نبه المحلل السياسي هاني المصري مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) إلى خطورة ما يحمله الوفد الأمريكي إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مشددا على ضرورة أن يكون الصوت الفلسطيني قويا حتى تفهم الإدارة الأمريكية أن القضية الفلسطينية ليس من السهولة تصفيتها وأن الشعب الفلسطيني يقف لكل من يحاول تصفيتها مثلما فعل منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي وحتى الآن. وحذر المصري - في تصريح صحفي خلال مشاركته في المسيرة الرافضة لزيارة الوفد الأمريكي برام الله - من تصديق ما يطرح حول أن الوفد الأمريكي جاء لتقديم حلول اقتصادية وتخفيف الضغط على غزة وانتظار الفرج الأمريكي لأنه لن يحدث، منبها من التعلق بمثل هذه الأوهام في الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل قدما في خلق الحقائق الاحتلالية والاستيطانية على أرض الواقع، مما يجعل الحل الإسرائيلي هو الحل الوحيد الممكن عمليًا. وقال المصري، إن الوفد جاء للضغط على الفلسطينيين حتى لا يتبنوا أي برنامج سياسي قادر على مواجهة الاحتلال وعلى إحباط المخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تتركز على تسويق الحل الإقليمي الذي يقوم على التطبيع مع العرب أولا من أجل أن يقوموا من جانبهم بالضغط على الفلسطينيين حتى يقبلوا بحلول تصفي القضية الفلسطينية بمختلف أبعادها. ويضم الوفد الأمريكي - الذي من المقرر أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس مساء اليوم الخميس - كلا من جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره ومبعوث عملية السلام جيسون جرينبلات ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول.