تحولت عدد من العواصم الأوروبية والعالمية من مقاصد للسياحة والجمال إلى هدف دائم للإرهاب وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابى، ولعل أبرز أسباب استهداف هذه الدول هو انخراطها فى تحالف عسكرى دولى ضد داعش. وللأسف يستخدم هذا التنظيم أسلوب الأهداف السهلة مثل الطعن بآلات حادة نتيجة لتعذر قيامه بعمليات تفجيرية متتالية بالشكل الذي يظهر به فى مثل هذه الحوادث الإجرامية، كما أن مثل هذه العمليات يصعب التحكم فيها والحد منها. وكان آخر هذه العمليات الإرهابية، ما شهدته العاصمة الفرنسية باريس صباح اليوم الأربعاء، حادث دهس لجنود فرنسيين مشاركين في عملية "سانتينيل" لمكافحة الإرهاب في ضاحية لوفالوا بيريه شمال غرب باريس، ما أسفر عن جرح ستة عسكريين على الأقل، اثنان منهم إصابتهما بالغة. وتشهد فرنسا منذ يناير 2015 موجة من الاعتداءات الجهادية أوقعت 239 قتيلا، واستهدف آخرها قوات الأمن بصورة خاصة في مواقع ذات قيمة رمزية. وتستعرض" بوابة الأهرام" بعض حوادث الدهس التى شهدتها أوروبا على نطاق واسع الآونة الأخيرة، حيث كان لفرنساوبريطانيا وألمانيا النصيب الأكبر، حيث شهدت بريطانيا فى غضون أقل من أسبوعين حادثي دهس عنيف، فالأول كان في يونيو الماضى، حيث لقي سبعة أشخاص حتفهم بوسط لندن، حيث صدمت حافلة مجموعة من المارة على جسر لندن بريدج، وطعنوا أشخاصا من المارة في سوق "بورو" القريب، وذكرت الشرطة أن المهاجمين الثلاثة كانوا يرتدون أحزمة بها عبوات وهمية. ووقع الحادث الثانى فى يونيو من نفس العام، ومقتل شخص وإصابة 10 آخرين، حيث دهست سيارة مجموعة من المصلين لدى خروجهم من صلاة التراويح في مسجد فنزبري بارك، أو المسجد الكبير بشمال لندن. وأعقبها حادث آخر أثناء احتفال المسلمين بعيدهم الأصغر بمدنية نيو كاسل البريطانية فى يونيو أيضًا. وحدثت حادثة دهس أخرى لبعض المشاة على جسر ويستمنستر مارس الماضى، وقًتل خمسة على الأقل وجرح آخرين، ونزل من السيارة قائدها-مرتكب الجريمة- وطعن شرطيا بسكين، وقتلته القوات البريطانية خارج نطاق مبنى البرلمان . وذاقت فرنسا الأمرين في حوادث الدهس، حيث شهدت مدينة نيس فى يوليو 2016 مقتل 84 شخصا على الأقل وإصابة العشرات عندما اقتحم شخص يقود شاحنة حشدا مساء في مدينة نيس جنوبفرنسا، حسبما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية، و تم تمديد حالة الطوارئ 3 أشهر إضافية بسبب هذا الحادث العنيف. واكتسحت شاحنة 13 شخصا بمدينة ديجون فى ديسمبر 2014، حيث صدم رجل 13 شخصا بسيارته وهو يهتف الله أكبر. فى نفس هذا الشهر من العام ذاته، وقع حادث الدهس المتعمد الذي في سوق لعيد الميلاد بوسط مدينة نانت (غرب فرنسا)، وأسفر عن مقتل المصاب الوحيد بالحادث. وقتل 4 أشخاص على الأقل بينهم طفل، وأصيب 15 آخرون فى يناير 2017 وقام شخص بدهس كل من يقابله دون تمييز بشارع مزدحم بمدينة ملبورن الأسترالية، وادعت الحكومة هناك بأنه مختل نفسيا ونفذ الحادث تحت تأثير المخدر . ولم تنج العاصمة الألمانية برلين من خطر حوادث الدهس الإرهابية، حيث بكت برلين فى نهاية 2016 لمقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات في هجوم بشاحنة في سوق الكريسماس. وشهدت اسكتلندا محاولة للهجوم بسيارة مشحونة بالمتفجرات على مطار جلاسجو فى يونيو 2007. ودهست شاحنة مسروقة في إبريل 2017، أشخاص وقتل خمسة فى ستوكهولم السويدية .كما وقع ببلجيكا فى مارس الماضى حادث دهس فى منطقة تسوق بمدينة بسيارة تحمل لوحة تسجيل فرنسية. وفى يونيو الماضى، وقع دهس أمام محطة القطارات الرئيسية فى أمستردام عاصمة هولندا، وأصيب خمسة أشخاص. وفى سبتمبر 2016 لم يسلم المصريون المقيمون بإيطاليا من حوادث الدهس، حيث قتل مصرى فى مدينة بياتشنزا شمال إيطاليا، أتناء تجمع لمتظاهرين يعملون لدى إحدى شركات البريد السريع.