في حي مصر القديمة، يقع سور مجرى العيون الأثري، الذي بناه "قنصوه الغوري" عام ، 1508 عندما أمر بإنشاء سواقي وقناطر جديدة في أقرب نقطة تربط نهر النيل بالقلعة، بعد أن تعرض للنحر وانحصر عند منطقة "فم الخليج". يعتبر السور من أندر الآثار الإسلامية في العالم ويمثل أعلى ما وصلت إليه العمارة الإسلامية وفن تشييد المنشآت المائية، إلا أن المدابغ "منطقة مدابغ الجلود"، أحاطت به منذ سنوات وضيعت كثيرًا من ملامحه التاريخية بل طمست معالمه منذ سنوات، ناهيك عن التلوث البيئي والصناعي والصحي الذي تسببت فيه هذه المدابغ لسكان المنطقة المحيطة بالسور. وللحفاظ على هذا الأثر التاريخي، نفذت محافظة القاهرة، وأجهزة حي مصر القديمة، قرار إزالة تلك المدابغ، تمهيدًا لنقلها إلى منطقة الروبيكي في مدينة بدر، مع البدء في تطوير المنطقة لتصبح منطقة جذب سياحي كما كانت في السابق – بحسب تصريحات محمد الطويل، رئيس حي مصر القديمة السابق ل "بوابة الأهرام"، حيث أكد أن هناك تعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعودة السياحة في تلك المنطقة مرة أخرى. وأضاف "الطويل"، أن محافظة القاهرة تسعى لنقل كافه المدابغ وعددها حوالي 1110 مدابغ بمنطقة سور العيون بمصر القديمة إلي منطقة الروبيكي بمدينة بدر، لافتا إلى أنه تم تخيير أصحاب المدابغ ما بين التعويضات المادية وبين نقلهم للروبيكي بمدينة بدر، لافتًا إلى أنه تم تعويض أصحاب المدابغ عن كل متر 2300 جنيه، وبلغت تعويضات المرحلة الأولى حوالي 20 مليون جنيه - حيث أن إزالة المدابغ تمت على عدة مراحل-. يُذكر أن سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة سيشهدان مشروعًا متكاملاً لتطويره، يتبناه جهاز التنسيق الحضاري بالمشاركة مع محافظة القاهرة وهيئة الآثار ووزارة السياحة، ويهدف إلى إعادة السور لسابق عهده كأقدم سور تاريخي، ووضعه على خريطة السياحة العالمية. وكان سور مجرى العيون يعرف باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذًا للمياه به 6 سواق، بالقرب من مسجد السيدة عائشة. يتكون السور من "برج المآخذ"، وهو المبنى الذي توجد به 6 سواق، ولذلك كان يطلق عليه من قبل اسم "السبع سواقي"، و"عقود السقاية" هو السور نفسه المقسم إلى عدة عقود والحامل للقناة المائية في أعلاه والمسماة بالمجرى «مجرى العيون»، وهى جنزيرية منحنية غير مستقيمة تتصل بعضها ببعض وعلى العقود "رنكات – أختام".