فى إطار مبادرة "الثقافة القانونية لمواجهة الإرهاب"، نظم المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة ندوة مساء أمس، بعنوان "الدين والقانون في مواجهة الإرهاب"، أدارها المستشار خالد القاضي، المستشار القانوني لوزارة الثقافة، بحضور عدد من المثقفين والمسئولين المعنيين وعلماء الدين وخبراء القانون. وكان من بين الحضور المطران منير حنا، رئيس أساقفة مصر وشمال إفريقيا، الذي كانت أبرز كلماته: لا تكمن المشكلة في تجديد الخطاب الديني، فكل ما في الأمر أن جمود الفكر والمعتقدات الراسخة بشكل خاطئ وراء تعليب هذا الدور السلبي الذي يعيق عملية التجديد، فلا نتصور أن يتم تجديد الخطاب دون أن يتغير الفكر. وأضاف الدكتور محمد عيد كيلاني، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد الحكومية: أؤمن بأن الأديان كلها تنبعث من مشكاة واحدة، ومؤمن بدرجة كبيرة بالتخصص، فلا يصح أن يحل عالم الكيمياء محل عالم الدين أو العكس. وتابع: الفكرة الوهابية هي نتاج اختلاف في بعض الأمور العقائدية، فما يجب علينا أن نرسخ له الآن هو تجديد الخطاب الديني، لتصير هنا المواءمة بين الدين ومجريات العصر، فإصلاح الفكر لا يكون بأيدي أنصاف المتعلمين. وتابع الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: الإرهاب صناعة غربية تخَفت في عباءة الدين، لتلقي بكم من التهم على العالم الإسلامي بشكل عام، والعرب بشكل خاص.. نحن نعيش في وادٍ والإرهاب في واد ثان، فلماذا لا نصل إلى الجذور والأسباب الحقيقية للتطرف؟. في السياق نفسه، أضاف جميل حليم، مستشار الكنيسة الكاثوليكية في مصر: للأسف لم يتم البت إلى الآن في إنشاء مفوضية عدم التمييز. من جانب آخر، قال الدكتور أحمد محمد رفعت، رئيس جامعة بني سويف الأسبق: الأزهر جامع وجامعة، هذا الشعار الذي لطالما يجذبني يوما تِلْوَ الآخَرِ، لكن ما يَنقصه من وجهة نظري أن يتم تفعيل الدور الدعوي لكليات الأزهر المتخصصة بهذا الشأن، كالشريعة والقانون والقرآن الكريم والدعوة الإسلامية، وعدم الاقتصار علي الدور التعليمي، فلا يصح أن يكون من يٌلَقيِ الناس علما دينيا غير معدّ على الوجه الأمثل. ومن بين حضور الندوة أيضا، الشيخ الشحات العزازي، خطيب مسجد السيدة زينب، والشيخ ياسر مغاوري، الإمام والخطيب، والدكتور رشدي شحاتة، رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة عين شمس، والدكتور جلال أبوزيد، أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس، والدكتور أسامة الجندي، مستشار وزير الأوقاف، وغيرهم.